الجمعة، 2 ديسمبر 2016

شكر المشايخ النبلاء، المحذرين من فتنة الإرجاء.

شكر المشايخ النبلاء، المحذرين من فتنة الإرجاء.

أما بعد:
فقد رأيت خلال الأيام السابقة مقالات إرجائية، تصدى لها أسود السنة، أصحاب الفضل والمنة؛ ممن تجردوا للحق ونصروه، وواجهوا الباطل وأبطلوه.
وممن رد على هذه المقالات الإرجائية: فضيلة الشيخ: د. عصام السناني - حفظه الله -، وفضيلة الشيخ: بدر بن علي بن طامي - حفظه الله -؛ وقد أجاد الشيخان في ردودهما، فقتلا الإرجاء وأصحابه، والباطل وأنصاره، بكتاب الله وسنة رسوله، وإجماع السلف الصالح؛ فبورك لهما في لسانهما وبنانهما.
وقد تعرضا لما يتعرض له كل صاحب سنة، مدافع عن حياضها، مجاهد في سبيلها، وذلك بالسب والشتم والتصنيف، والكذب والتهويش والتحريف؛ ولكنهما جبال صامدة، لا تضرها قرون الإرجاء.
كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها..
فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ.
وقد كتبتُ عن المرجئة العصرية مقالا بيَّنتُ فيه خطورة قولهم، وطريقتهم في التعامل مع من يخالفهم من أهل السنة، تجدونه على هذا الرابط:
http://assaf1436.blogspot.com/2016/11/blog-post.html
وقد رأيتُ شدة هجومهم - المرجئة - على الشيخ بدر بن علي العتيبي - سدده الله - في تويتر، بعد أن حذر من نشر مقال إرجائي، وبعد أن رد فريتهم على شيخ الإسلام ابن باز، عندما نسبوا له - ظلما وعدوانا، زورا وبهتانا - أنه يقول بالخلاف في مسألة ترك العمل بالكلية، الذي هو دين المرجئة العصرية! 
فأوجعهم بالسياط، وقتلهم بالسهام، فلله دره.
وعندها أخرج الله أضغانهم، ومرض قلوبهم، فانتصروا للباطل ولكنهم لم ينصروا، ودافعوا عن المنكر ولم ينجحوا. 
والمرجئة إذ يهاجمون الشيخين وغيرهما من علماء السنة ومشايخها،
إنما يريدون هدم السنة لا الأشخاص المهاجمين فقط؛ وذلك: بأن الشيخين قد قررا كلام السلف وما أجمعوا عليه، فالطعن فيهم بسبب ماقالوه في مسألة ترك العمل، هو طعن في السنة وأهلها!
وتقريرهم هو تقرير علمائنا الكبار أئمة الإسلام؛ كعلماء اللجنة الدائمة وعلى رأسهم سماحة الإمام ابن باز - طيب الله ذكره، ورفع درجته -.
فالله أسأل أن يجزي الشيخين خير الجزاء على نصرتهم للسنة، وقمعهم للبدعة، وصبرهم على تحمل الأذى في سبيل الله. 

ولا ننسى جهود الشيخ الجليل: فضيلة أ.د. عبد الله العنقري - سدده الله -، حيث رد على شبهات المرجئة في حسابه على تويتر، وناقشهم بعلم وفهم، وقرر السنة، ومذهب سلف الأمة، فجزاه الله خيرا وسدده.
وإني أحث كلَ صاحب سنة أن يواجه هؤلاء المرجئة، وأن يقاتل في سبيل الدين بقلمه ولسانه، فإنه جهاد عظيم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




كتبه:
مبارك بن خليفة بن محمد العساف.
الخميس ٢ / ٣ / ١٤٣٨هـ

الجمعة، 25 نوفمبر 2016

المرجئة العصرية تهدم الدين!

المرجئة العصرية تهدم الدين!
أما بعد:
فإن من أعظم الفتن العصرية: فتنة المرجئة الغالية التي تلبس لباس السلفية، وتدعي - زورا وكذبا - السير على الطريقة الربانية، وحقيقتها: إرجاء فاضح، وضلال واضح، يعرفه من رزقه الله العقيدة السلفية، والطريقة السوية.
فهؤلاء المرجئة العصريون، يقررون باسم السلفية: إرجاء الغلاة، بقولهم: تارك العمل - مع قدرته عليه - مسلم معرض للوعيد ولا يكفرونه!
ويلبسون على عباد الله بموافقتهم لأهل السنة والجماعة في تعريف الإيمان بقولهم: الإيمان قول وعمل واعتقاد، ولكنهم - أي مرجئة العصر - يقولون: تارك العمل لا يكفر!!
وهذه بلية عظيمة، وتلبيس كبير، فموافقتهم لأهل السنة في التعريف يلبس على الناس فيظنونهم أهل سنة؛ وهم في الحقيقة غلاة في الإرجاء، لأنهم لا يكفرون تارك العمل!
فهذا هدم للدين، وتنحية لتوحيد العبادة لو كانوا يعقلون.
وهاهم المرجئة الأشرار، ينشرون مقالات لهم من جديد، بفهم سقيم لنصوص الشفاعة، وتحريف شديد لمذهب أهل السنة والجماعة، مما يدل على ضعف الديانة وقلة البضاعة؛
ولم يسلم أئمة الإسلام من تحريف كلامهم، بنسبة مذهب الإرجاء إليهم!
ولا عجب فإن كل أهل البدع يحرفون النصوص والآثار لموافقة أهوائهم.
فعلى السلفيين أن يتبرؤوا من الإرجاء الذي صار سُبَّة على السلفية بسبب انتساب هؤلاء لها، وهي - ورب الكعبة - بريئة منهم، فالسلفية والإرجاء ضدان لا يجتمعان.
وعلى أهل العلم مسؤولية الرد على شبهات هؤلاء المخرفين المحرفين، الذين سلكوا سبيل الضالين، وتنكبوا طريق الهداة المهتدين.
إن المرجئة العصريين:
إرهابيون في تعاملهم مع من يرد عليهم،
مشنعون على من يقرر عقيدة السلف في باب الإيمان،
جائرون في حكمهم على من أوضح الحق ورد باطلهم،
قائمون بحزبيتهم ضد من يرد على كبار شيوخ ضلالتهم،
يظنون أنهم بإرهابهم يصدون أهل الحق عن بيانه!
وما علم هؤلاء المرجئة بأن أهل التوحيد والسنة رجال لا تهاب العدو، تضرب نحور المعتدين على العقيدة، وتقتلهم شر قتلة، فلا تقوم لهم قائمة، ولا ترتفع لهم راية.
أيها المرجئة: إن أهل السنة عندهم رماح، ويملكون السلاح، ومستعدون للقتال، فلا تبارزوهم بالبدع، فإنها نهايتكم؛ فسلاحهم كتاب الله وسنة رسوله، دامغة لكل مبطل، مهلكة لكل ضال مضل؛
فلا يهول تشنيعكم مقام السلفي الصادق، ولا يضر صياحكم الجبل الشامخ!
وختاماً هذا كلام السلف في بدعتكم، وباطل منكركم:

قال الحافظ ابن رجب
- رحمه الله -:
قال سفيان بن عيينه: المرجئة سموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء، لأن ركوب المحارم متعمدا من غير استحلال: معصية، وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر: هو كفر.
وبيان ذلك في أمر آدم وإبليس وعلماء اليهود الذين أقروا ببعث النبي صلي الله عليه وسلم ولم يعملوا بشريعته.
إلى أن قال ابن رجب:
ونقل حرب عن إسحاق قال : غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوما يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وعامة الفرائض، من غير جحود لها لا نكفره، يرجى أمره إلى الله بعد، إذ هو مقر، فهؤلاء الذين لا شك فيهم - يعني في أنهم مرجئة .
فتح الباري [١ / ٢١]
فيا مرجئة:
هل سفيان وإسحاق وحرب وابن رجب وأئمة الإسلام قطبية خارجية حدادية كما ترمون غيركم ظلما وعدوانا بهذه الألقاب؟!
وهي عادتكم في الفجور في رمي التهم، وكيل الألقاب بالهوى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 كتبه:
مبارك بن خليفة بن محمد العساف.

٢٥ / ٢ / ١٤٣٨هـ





الأحد، 25 سبتمبر 2016

فوائد من شرح العلامة الراجحي على الرسائل الشخصية للإمام المجدد.

  فوائد من شرح العلامة الراجحي على الرسائل الشخصية للإمام المجدد.

أما بعد:
فهذهِ بعض الفوائد والدرر من كلام شيخنا العلامة المحقق:
عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - متع الله به -؛
قيَّدتُها من شرحه على مجموعة من الرسائل الشخصية للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وهي من الرسالة الثامنة والثلاثين إلى الرسالة الرابعة والأربعين، وذلك في الدورة العلمية المقامة بمحافظة بقيق، يوم السبت ٢٢ / ١٢ / ١٤٣٧هـ
فإليكم هذهِ الفوائد:
١ - العلم ثلاثة أقسام:
- العلم بالله وأسمائه وصفاته.
- العلم بحق الله من الأوامر والنواهي.
- العلم بالجزاء من ثواب وعقاب.

٢ - تعلم العلوم الشرعية لابدّ أن يكون لله، والعلوم غير الشرعية يجوز تعلمها للدنيا، وإن نوى صاحبها نفع المسلمين فإنه يؤجر على ذلك.

٣ - النية من أصعب الأمور، فتحتاج إلى جهاد.

٤ - كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس فيه حشو، بل كله دعوة إلى التوحيد، حتى الرسائل الشخصية.

٥ - قد يتكلم الشيخ ببعض الكلمات العامية من أجل أن تفهم.
٦ - قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: من محمد بن عبد الوهاب إلى ....الخ
اقتداء بالرسول في كتاباته، كما كتب النبي: من محمد رسول الله إلى هرقل ..الخ).
ولا مانع من كتابة هذا الكلام في آخر الرسالة.

٧ - ليس بين عيسى - عليه السلام  والنبي نبي؛ ومايقال: بينهم نبي اسمه: "خالد" ليس صحيحًا

٨ - الرُوع: القلب؛ مثاله: قول رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَْ: إنّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي..الخ)
الرَوع: الخوف؛ مثاله:
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ)

٩ - قوله تعالى:(( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )).
قال شيخنا: هذا الدعاء صدر من الراسخين في العلم.
وقال شيخنا: في الآية الدعاء بالاسم المناسب،
"هب لنا" ، "إنك أنت الوهاب".

١٠- من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة.

١١ - كون الرجل يصلي ويصوم ويشرك بالله فإن الصلاة لا تنفعه.

١٢ - المسلم إذا وقع في الشرك انتقض دينه.

١٣ - الذي يقاتل مع المشركين ضد المسلمين يكفر.

١٤ - طلب الشفاعة من غير الله شرك، لأنه دعاء غير الله.

١٥ - قال تعالى:
(( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. ))
قال شيخنا: ضابط الإكراه:
هو الإكراه الملجئ، كوضع السيف على الرأس، أو بالتهديد من قادر، أو بالإجبار، أو بالفعل كأن يضع رجل في فم رجل خمرا.

١٦ - من فعل أو قال الكفر وهو جاد يكفر،
ومن فعل أو قال الكفر هازلا يكفر،
ومن فعل أو قال الكفر خائفا يكفر،
ومن فعل أو قال الكفر مكرها وقلبه مطمئن بالكفر يكفر،
ومن فعل أو قال الكفر مكرها وقلبه مطمئن بالإيمان لا يكفر.

١٧ - سئل شيخنا عن الإكراه هل يشمل القول والفعل؟
فأجاب: يشمل القول والفعل وهذا هو الصحيح.

١٨ - موقف المسلم زمن الغربة والفتن:
- لزوم الكتاب والسنة.
- الإقبال على العبادة.
- سؤال أهل العلم.
- الإعراض عن أسباب الفتن.

١٩ - الثورات التي حصلت في مصر وتونس. .الخ سببها الدنيا.

٢٠ - الذي يدعو للثورات ليس من أهل البصيرة.

٢١ - الثورات ماجاءت إلاَّ بالشر.

٢٢ - يسمونه ربيعا عربيا وهو هلاك.

٢٣ - من ادعى أنه من آل البيت فإنه يؤخذ بإقراره فلا يعطى من الزكاة، ولكن لا يعطى من بيت المال إلاَّ ببينة.

٢٤ - الجلوس في البيت للعزاء إذا لم يكن فيه ولائم ولا استئجار ولا مخيمات لا بأس به.

٢٥ - شروط الدعوة وإنكار المنكر:
- شرط قبل الدعوة وهو: العلم بالمنكر وحال المدعويين.
- شرط حال الدعوة وهو:
الرفق والحلم إلاَّ من ظلم.
- شرط بعد الدعوة وهو: الصبر.

٢٦ - العلماء ينكرون المنكر بطريقتهم، ولا يخبرون الناس عن إنكارهم.

 قال شيخنا عن إنكار المنكر:
- إذا عرفت أن المنكر يزول بإنكارك فإنك تنكر.
- إذا عرفت أن إنكارك يخفف المنكر فإنك تنكر.
- إذا عرفت أن إنكارك يأتي بعده منكر مماثل له فهذا محل نظر واجتهاد.
- إذا عرفت أن المنكر يزول ويأتي منكر أشد منه فلا يجوز الإنكار.

٢٧ - الإنكار العلني على ولاة الأمر يسبب الخروج، والخروج يسبب مفاسد.

٢٨ -قال شيخنا عن الولاء والبراء والحب والبغض :
- المؤمنون الكُمَّل تجب موالاتهم من كل وجه
-والكفار تجب معاداتهم من كل وجه.
- المسلم العاصي يوالى بقدر طاعته، ويعادى بقدر معصيته.

٢٩ - سئل شيخنا عن عباد القبور هل يشترط فيهم فهم الحجة أم يكفي بلوغها؟
أجاب شيخنا: يكفي البلوغ وإن لم يفهموا.
فهذهِ من الفوائد المقيدة، والفوائد أكثر مما ذكرتُ.
والله أسأل أن ينفع بشيخنا العلامة الإمام عبد العزيز الراجحي، ويجعله مباركا أينما كان، ويطيل في عمره ناصرا للسنة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 
قيَّد الفوائد:
مبارك بن خليفة بن محمد العساف.
السبت ٢٢ / ١٢/ ١٤٣٧هـ

الخميس، 15 سبتمبر 2016

سعد الدريهم المتشبه بالمنافقين، في طعن العلماء، ولمز المُطَّوِّعِين.

 سعد الدريهم المتشبه بالمنافقين، في طعن العلماء، ولمز المُطَّوِّعِين.
(تنقصه لرجال الأمن في الحج أنموذجاً)
الحمد لله الذي أعز دينه، ونصر جنده، وأذل أعداءه، وأظهر مكنون المبطلين، وكشف كيد المفسدين، وصلى الله على خير المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، أيده ربه بنصره والمؤمنين، وكشف له ولمن ورثه طرائق الكائدين، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون. 
أما بعد:
فقد رأيتُ ورأى غيري تغريدات المدعو: سعد الدريهم، في تنقصه لرجال الأمن القائمين، على خدمة ضيوف رب العالمين؛ ووصفه عملهم الجليل بالمهازل، في كلام قبيح، لا يقوله من عرف طريق المصلحين.
ولا عجب! فهذا الدريهم لم يُعرف إلا بالترهات، والضلالات المهلكات، وبئس ما عُرف به.

فقد كان بالأمس طاعنا في شيخ دهره، وإمام عصره، شيخنا الجليل: صالح بن فوزان الفوزان، في تغريدات منكرة، وموبقة مهلكة، ولا يضر شيخنا ما تفوه به هذا السفيه الأرعن، اللئيم الحقير؛ وإنما ذلك رفعة لشيخنا في درجاته - بإذن الله -. 
وقد رد عليه أعلام الهدى، الذابون عن أهل التقى، القامعون لكيد أهل الردى، ومن تلك الردود: 
رد الشيخ الفاضل: د. عبد العزيز السعيد.
ورد الشيخ الفاضل: بدر بن علي بن طامي العتيبي.
ورد الشيخ الفاضل: د. محمد الفريح.
وغيرهم من الذين ردوا طعن هذا الظالم الباغي، الكاذب المعادي. 
فجزاهم الله خيرا، ورفع درجتهم.
وطعن هذا في شيخنا، هو مسلك المنافقين، الذين طعنوا في رسول الله وصحابته، وقالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء.
فنزلت فيهم الآيات:

وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ●
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ.
سورة التوبة.
فهؤلاء طعنوا في الرسول وصحبه، وهذا الدريهم طعن في من ورث الرسول وصحبه!
نسأل الله السلامة والعافية.
وهذه علامة سوء، ودلالة شر، وتلبس بدعة.
قال أبو حاتم الرازي - رحمه الله -: علامة أهل البدع:
الوقيعة في أهل الأثر.
[عقيدة السلف للصابوني 
ص ١١٨]
وقد أخرج اعتذارًا باردًا لم يتراجع فيه عن طعنه، وظلمه وبغيه، والله حسيبه.
واليوم يخرج لنا هذا الدريهم بكلام يدل على انطوائه على دسيسة سوء، بتنقصه من دور رجال الأمن، ووصف عملهم بأنه مهزلة، حيث قال في تغريدته معلقًا على مقطع يظهر فيه رجال الأمن وهم يُبرّدون على الحجاج بالمراوح اليدوية - قطع الكرتون - حيث قال: ‏
بودي لو أسأل أهذه مهمة العسكر ؟! 
يجب إيقاف هذه المهازل. انتهى)
فنقول لهذا المتهور اللئيم:
أولاً: إنك وأضرابك عاجزون عن القيام بما يقوم به رجال الأمن، ومع ذلك لم تتركوا تنقصهم، والنيل منهم، وكما قال الشاعر:
 إذا بَعُد العنقودُ عنه ولم يصل.. إليه بوجه قال مُرٌّ وحامض.
فأنت ومن لفَّ لفَّك ونحا نحوك، في بيوتكم تترفهون، وعلى الأرائك تتكئون، ممتلئة بطونكم، وبالمجاهدين المرابطين في خدمة الحجيج تسخرون وتطعنون!
فما أقبح فعلكم، وما أشنع باطلكم.
ثانيًا: إن الذي أنكرته عليهم، هو من جملة عملهم، وجليل فعالهم، فهم يحفظون الأمن، ويعينون على نوائب الحق، ويحملون الكل، ويطعمون الطعام، ويسقون الماء، وينشرون الخير، راجين الثواب والأجر، من رب كريم؛ - كذا نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدًا -.
وأنت عملك تغريدات تتنقص الجهود، تساعد بها العدو اللدود، والمتربص الحسود.
فأي الفريقين أحق بالشكر والثناء، أأنت أم هم؟!!
ثالثًا: إن قولك عن عمل الخير بأنه مهزلة، مصيبة وبلية، فكيف يكون الخير مهزلة، والله أمر بفعل الخير، واجتناب الشر، فالخير وإن قلَّ فهو أجر وثواب، وقد قال الصادق المصدوق كما في حديث أَبِي ذرٍّ جُنْدَبِ بنِ جُنَادَةَ - رضي اللَّه عنه - 
«لاَ تَحقِرنَّ مِن المعْرُوفِ شَيْئاً ولَوْ أنْ تلْقَى أخَاكَ بِوجهٍ طلِيقٍ » رواه مسلم في صحيحه.
وهاأنت قد احتقرت العمل الصالح ووصفته بالمهزلة!!
وقد تشبهت بالمنافقين الذين قال الله فيهم: 
«
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ »
رابعًا: تنزلا مع كلامك أيها الدريهم، بأن فعلهم مهزلة وخطأ، فهل الطريقة الصحيحة هي نشر ذلك في وسائل التواصل، يراها الجميع، الصديق والعدو، المحب والمبغض، الناصح والحاسد الحاقد؟؟!!!
فهذه طريقة الكائدين، المتشبهين بابن سبأ اللعين!
وأما طريقة خير المرسلين: فهي كما قال
:
 "
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانٍ فَلا يُبْدِهِ عَلانِيَةً، وَلَكِنْ يَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيَخْلُوا بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ ، وَإِلا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ ".
ولكن طريقة النبي لا تعجبك، ولا أنت من أهلها، فلذلك سلكت سبيل المرجفين، وبئس مسلكك.
خامسًا: لا يخفى علىٰ الجميع أن مملكة التوحيد تواجه تحديات عظيمة، من الرافضة واليهود والنصارى، ومن كل قوى الكفر، ومن أهل البدع والضلال، فهم يتربصون بها الدوائر، ويتحينون الفرص، وينتهزون اللحظات، وأنت وأمثالك تقدمون لهم مايريدون، وتساعدوهم على مايطلبون، فهل ماتفعلونه توافقا بين أهل الباطل، أم قصدا لخدمة أعداء الإسلام؟؟
فأنت أوقعت نفسك في مظان السوء، فلا تلومن إلاَّ نفسك!!
فالدول الكفرية والبدعية تريد أن تخرج الحج من يد مملكة التوحيد، حتى تنتشر في الحج البدع والشركيات، والضلالات المهلكات.
وهذا الدريهم عون لهم شعر أم لم يشعر!
ووالله العظيم لو فلت الحج من الموحدين لنشاهد كثيرًا من الناس يحجون إلى القبور والأضرحة دون بيت الله الحرام. 
فيا ليت هؤلاء يعقلون.
سادسًا: إن الكلام على الجنود خصوصًا في وسائل الإعلام والتواصل يسبب التقليل من هيبتهم، والتنقص من جهودهم وعملهم، فهل يريد الدريهم ذلك؟!
ولكن ليعلم الدريهم بأن الشعب السعودي، والأمة الإسلامية، يعرفون قدر هؤلاء الجنود، لذلك تجد الجميع يشكرونهم، ويثنون عليهم، ويردون على من يثلبهم ويتنقصهم، كما شاهدنا بحمد الله سيلا قويا من الردود اجتالت أباطيل الدريهم، وهذا وعي من الناس - ولله الحمد - بمكر هؤلاء، وسوء طويتهم.
وإنني والله لا أجد شعبا كشعبنا في تقديره لجنود الأمن، ودفاعه عنهم، وهذا فضل الله علينا، ونسأل الله شكر نعمته.
أخيرًا: إلى جنودنا البواسل: إن عدوكم ومتنقصكم ليس لعملكم بطائل، فلا تلتفتوا له، وواصلوا مسيرتكم، واحتسبوا الأجر والثواب من ربكم، واعلموا أن الناس يدعون لكم في ظهر الغيب، في الصلوات، والخطب، والمحاضرات، والمجالس وفي الاستراحات، وفي كل مكان؛ وهذا فضل عظيم، من رب كريم، فاشكروا نعمة الله، ولا يصدنكم أهل الباطل عن الخير والجهاد والمرابطة والمصابرة، فهي فلاح لكم في الدنيا والآخرة.
قال تعالى:
«
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»
اللهمَّ اجز جنودنا خير ما جزيت جنودا صابرين محتسبين خادمين لضيوفك، حارسين لأمن بيتك.
اللهمَّ اكفهم شر الأشرار، وكيد الفجار، ما تعاقب الليل والنهار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه:
مبارك بن خليفة بن محمد العساف.
الخميس ١٣ / ١٢ / ١٤٣٧هـ

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

إفادة الأنام، بالإجماعات المنقولة في منسك شيخ الإسلام.

إفادة الأنام، بالإجماعات المنقولة في منسك شيخ الإسلام.
الحمد لله الذي فرض الحج على عباده، وجعله منارة للتوحيد، ومخالفة لأهل الشرك والتنديد، وإكثارا من الشكر والتكبير والتحميد، والصلاة والسلام على   خير من لبى بالتوحيد، وأكثر من الشكر والتكبير والتحميد.
وعلى آله وصحبه الذين حققوا كامل الاتباع والتجريد.
أما بعد:
فإن من خير الأعمال وأجلّها: تقريب العلوم الشرعية، وجمع شتاتها، لينتفع منها طالبها.
ومن أهم ما يُجمع ويُدوَّن:
الإجماعات التي نقلها أئمة الإسلام، وذلك: لأن الإجماع ثالث الأدلة الشرعية، التي يجب العمل بها، وهو يقضي على تأويل النصوص، والاجتهاد فيها.
ومن هذا المنطلق جمعت الإجماعات التي نقلها شيخ الإسلام، وناصر سنة خير الأنام، العلامة الإمام:
أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني - رحمه الله -؛ كما في منسكه.
والإجماع إذا نقله إمام معتبر، واسع الاطلاع، طويل الباع،
فإن نقله معتبر يجب العمل به، مالم يتبين يقينا خطأ النقل.
وشيخ الإسلام من الأئمة المتبحرين في الأدلة الشرعية، المتفننين في الفنون العلمية. 
وقد نقلت هذهِ الإجماعات كما في منسكه، وقد أذكر السابق واللاحق من كلامه أو السابق فقط، أو اللاحق فقط، على حسب مايقتضيه النقل من البيان والتوضيح.
وقد أقدم للإجماع من أجل أن يُفهم الكلام، ثم أنقل نص كلام شيخ الإسلام.
وقد اقتصرت على النقول المتعلقة بالحج والعمرة وما يلحق بهما دون سواهما من الإجماعات التي نُقلت في المنسك؛ وأيضًا: لم أنقل ما صرح فيه بأنه اتفاق الأئمة الأربعة ونحو ذلك.
ومما يميز هذه الإجماعات التي في منسك شيخ الإسلام  أنه كتبها بعد أن تقدم به العمر كما ذكر ذلك في مقدمة منسكه، وهذا مما يزيد النقول قوة، إذ إنها كانت بعد زيادة سعة الإطلاع عنده - رحمه الله -؛ والمنسك موجود في مجموع الفتاوى، في المجلد السادس والعشرين، من الصفحة ٩٨ إلى الصفحة ١٥٩
فدونكم أيها القارئون لهذه الرسالة، الإجماعات المنقولة.
الإجماع الأول: نقل ابن تيمية الاتفاق على استحباب من مر على ميقاتين بأن يحرم من الأول، حيث ذكر عن أهل مصر والشام والمغرب أنهم كانوا يحرمون من رابغ بسبب أن الجحفة صارت خرابا، وقد يحرمون من ميقات المدينة فيكون ميقات الجحفة أمامهم، فقال - رحمه الله -:
اذا اجتازوا بالمدينة النبوية - كما يفعلونه في هذه الأوقات - أحرموا من ميقات أهل المدينة، فإن هذا هو المستحب لهم بالاتفاق.
فإن أخروا الإحرام إلى الجحفة ففيه نزاع.
[مجموع الفتاوى ١٠٠ /٢٦]
الإجماع الثاني: نقل ابن تيمية - رحمه الله - اتفاق الصحابة على أن النبي حج قارنا، خلافا لما توهمه البعض في بعض ألفاظ الصحابة الذين نقلوا صفة حجة الوداع من كونه مفردا أو متمتعا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية  -رحمه الله -: قرن بين العمرة والحج باتفاق أهل المعرفة بسنته، وباتفاق الصحابة على ذلك، ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه تمتع تمتعا حل فيه، بل كانوا يسمون القران تمتعا، ولا نقل أحد من الصحابة أنه لما قرن طاف طوافين وسعى سعيين.
وعامة المنقول عن الصحابة في صفة حجه ليست بمختلفة، وإنما اشتبهت على من لم يعرف مرادهم، وجميع الصحابة الذين نقل عنهم أنه أفرد الحج، كعائشة، وابن عمر، وجابر، قالوا: إنه تمتع بالعمرة إلى الحج.
[
مجموع الفتاوى ١٠٤ / ٢٦]
الإجماع الثالث: هل يلزم الحاج تليبية مخصوصة بعينها؟
قال شيخ الإسلام بعد أن ذكر بعض العبارات:
فمهما قال من ذلك أجزأه باتفاق الأئمة، ليس في ذلك عبارة مخصوصة، ولا يجب شيءٌ من هذه العبارات باتفاق الأئمة، كما لا يجب التلفظ بالنية في الطهارة والصلاة والصيام، باتفاق الأئمة، بل متى لبى قاصدا للإحرام انعقد احرامه باتفاق المسلمين، ولا يجب عليه أن يتكلم قبل التلبية بشيء.
[مجموع الفتاوى ١٠٤- ١٠٥ /٢٦]
الإجماع الرابع: هل يصح إحرام من لبس الثياب؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
والتجرد من اللباس واجب في الإحرام، وليس شرطا فيه، فلو أحرم وعليه ثياب صح ذلك بسنة رسول الله
، وباتفاق أئمة أهل العلم، وعليه أن ينزع اللباس المحظور.
[مجموع الفتاوى ١٠٨ /٢٦]
الإجماع الخامس:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: والسنة أن يحرم في إزار ورداء، سواء كان مخيطين أو غير مخيطين، باتفاق الأئمة.
[مجموع الفتاوى ١٠٩ / ٢٦]
الإجماع السادس: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
يجوز لبس كل ماكان من جنس الإزار والرداء، فله أن يلتحف بالقباء، والجبة، والقميص، ونحو ذلك، ويتغطى به باتفاق الأئمة عرضا، ويلبسه مقلوبا، ويجعل أسفله أعلاه، ويتغطى باللحاف وغيره، ولكن لا يغطي رأسه إلا لحاجة.
[مجموع الفتاوى ١١٠ /٢٦]
الإجماع السابع: قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: وليس له أن يلبس القميص لا بكُمٍ ولا بغير كُمٍ، وسواء أدخل فيه يده، أو لم يدخلهما، وسواء كان سليما أو مخروقا، وكذلك لا يلبس الجبة، ولا القباء الذي يدخل يده فيه، وكذلك الدرع الذي يسمى: (عرق جين) باتفاق الأئمة.
[مجموع الفتاوى ١١١/ ٢٦]
قلتُ: والفرق بين الاتفاقين فيما يتعلق بالقميص والقباء والجبة ونحوه، أن الاتفاق الأول على الالتحاف بها على هيئة الإزار والرداء، والثاني إذا لبس على حقيقة لبسه، والله أعلم.
الإجماع الثامن: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وأما الرأس فلا يغطيه لا بمخيط ولا غيره، فلا يغطيه بعمامة، ولا قلنسوة، ولا كوفية، ولا ثوب يلصق به، ولا غير ذلك؛ وله أن يستظل تحت السقف والشجر، ويستظل في الخيمة، ونحو ذلك باتفاقهم.
[مجموع الفتاوى ١١١ -١١٢/ ٢٦]
الإجماع التاسع :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -: لو غطت المرأة وجهها بشيء لا يمس الوجه جاز بالاتفاق، وإن كان يمسه فالصحيح أنه يجوز أيضا.
[مجموع الفتاوى ١١٢/ ٢٦]
الإجماع العاشر والحادي عشر: نقل شيخ الإسلام الاتفاق على جواز تغطية الرجل يديه ورجليه، والاتفاق على عدم جواز لبس البرقع للنساء، وذلك في معرض تقريره عدم التفريق بين لبس المرأة على وجهها مايلاصقه، أو ما لا يلاصقه.
حيث قال - رحمه الله -:
وأزواجه
كن يسدلن على وجوههن من غير مراعاة المجافاة، ولم ينقل أحد من أهل العلم عن النبي أنه قال: "إحرام المرأة في وجهها" وإنما هذا قول بعض السلف لكن النبي نهاها أن تنتقب، أو تلبس القفازين، كما نهى المحرم  أن يلبس القميص، والخف، مع أنه يجوز له أن يستر يديه ورجليه باتفاق الأئمة، والبرقع أقوى من النقاب فلهذا ينهى عنه باتفاقهم.
[مجموع الفتاوى ١١٢ -١١٣/ ٢٦]
الإجماع الثاني عشر:
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -:
وله - أي المحرم - أن يغتسل من الجنابة بالاتفاق.
[مجموع الفتاوى ١١٦ / ٢٦]
الإجماع الثالث عشر والرابع عشر:
قال - رحمه الله -: وليس في الدنيا حرم لا بيت المقدس ولا غيره، إلاَّ هذان الحرمان، ولا يسمى غيرهما حرم كما يسمي الجهال، فيقولون: حرم المقدس،  وحرم الخليل، فإن هذين ليسا بحرم باتفاق المسلمين، والحرم المجمع عليه: حرم مكة؛ وأما المدينة فلها حرم عند الجمهور، كما استفاضت بذلك الأحاديث عن النبي
، ولم يتنازع المسلمون في حرم ثالث إلاَّ في "وج" وهو واد في الطائف، وهو عند بعضهم حرم، وعند الجمهور ليس بحرم.
[مجموع الفتاوى ١١٧ - ١١٨ / ٢٦]
قلتُ: فتكون المسألة هكذا:
- مكة حرم بالإجماع.
- المقدس والخليل وغيرهما ليسا بحرم بالإجماع.
- المدينة حرم عند الجمهور.
- وداي وج ليس حرما عند الجمهور.
الإجماع الخامس عشر:
بعد أن ذكر شيخ الإسلام أن الحجر الأسود يقبل ويستلم، والركن اليماني يستلم فقط من دون تقبيل، قال - رحمه الله -:
وأما سائر جوانب البيت، ومقام إبراهيم، وسائر مافي الأرض من المساجد، وحيطانها، ومقابر الأنبياء، والصالحين، كحجرة نبينا
، ومغارة إبراهيم، ومقام نبينا الذي كان يصلي فيه، وغير ذلك من مقابر الأنبياء والصالحين، وصخرة بيت المقدس، فلا تستلم ولا تقبل، باتفاق الأئمة.
[مجموع الفتاوى ١٢١ / ٢٦]
الإجماع السادس عشر:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وكان النبي
يختم طوافه بين الركنين بقوله: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" كما كان يختم سائر دعائه بذلك، وليس في ذلك ذكر واجب باتفاق الأئمة.
[مجموع الفتاوى ١٢٢ - ١٢٣ / ٢٦]
الإجماع السابع عشر:
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: وإن لم يمكنه الطواف ماشيا فطاف راكبا أو محمولا أجزأه بالاتفاق.
[مجموع الفتاوى ١٢٥ / ٢٦]
الإجماع الثامن عشر:
قال - رحمه الله -: فلا يجوز لحائض أن تطوف إلاَّ طاهرة إذا أمكنها ذلك باتفاق العلماء.
[مجموع الفتاوى ١٢٦ - ١٢٧/ ٢٦]
الإجماع التاسع عشر:
قال - رحمه الله -: ولا صلاة عقيب الطواف بالصفا والمروة، وإنما الصلاة عقيب الطواف بالبيت بسنة الرسول
، واتفاق السلف والأئمة.
[مجموع الفتاوى ١٢٨ / ٢٦]
الإجماع العشرون:
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -:
وأما الإيقاد فهو بدعة مكروهة باتفاق العلماء؛ وإنما الإيقاد بمزدلفة خاصة بعد الرجوع من عرفة، وأما الإيقاد بمنى أو عرفة فبدعة أيضًا.
[مجموع الفتاوى ١٢٩ / ٢٦]
قلتُ: ولم يتبين لي طريقة الإيقاد المتفق على كونه بدعه، ولا الإيقاد الوارد بمزدلفة، وماهو وجه التفريق بين الإيقاد هنا وهناك، فهل هو إيقاد للنار من أجل الظلام، أو من أجل طبخ طعام، أو من أجل تدفئة!
فلو كان كذلك فما وجه البدعة والسنة فيه؟!
ولم أجد ما يوضح ذلك في الكتب حسب اطلاعي القاصر، ووجدت الشيخ عبد الكريم الخضير في شرحه لمنسك شيخ الإسلام قد استشكل هذهِ المسألة كما استشكلتُ، والمسألة تحتاج إلى بحث وتحرير، ومن علم حجة على من لم يعلم، ومن عنده فضل علم فلا يبخل بالإفادة
، ولكن على كل حال هي بدعة في وقت الشيخ - رحمه الله - اتفق العلماء على كونها بدعة، ولكن الاستشكال وجه البدعة فقط.

وبعد ثلاث سنوات من كتابة هذا المقال، تبيّن لي وجه البدعة المذكورة، وذلك بعد قراءتي لكتاب العلامة بكر أبو زيد - رحمه الله - : (جبل إلال بعرفات) فقد ذكر كلامًا لأهل العلم أن بدعتهم بالايقاد هي الاحتفال، والتشبه بفعل المشركين، ويراجع الكتاب مع المصادر التي ذكرها فيه صفحة (٣٧ - ٣٩) وصفحة (٦٥ - ٦٨)
والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. 
١٢ / ١١ / ١٤٤٠هـ

.
الإجماع الحادي والعشرون:
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: فإذا اشترى الهدي من عرفات وساقه إلى منى فهو هدي باتفاق العلماء، وكذلك إن اشتراه من الحرم فذهب به إلى التنعيم، وأما إذا اشترى الهدي من منى وذبحه فيها، ففيه نزاع؛ فمذهب مالك أنه ليس بهدي، وهو منقول عن ابن عمر، ومذهب الثلاثة أنه هدي، وهو منقول عن عائشة.
[مجموع الفتاوى ١٣٧ /٢٦]
الإجماع الثاني والعشرون: نقل شيخ الإسلام الاتفاق على أن الصحابة المتمتعين طافوا وسعوا أولا، ونقل الخلاف في سعيهم مرة ثانية بعد الإفاضة، فقال - رحمه الله -:
وقد اختلفوا في الصحابة المتمتعين مع النبي
مع اتفاقهم أنهم طافوا أولا بالبيت وبين الصفا والمروة؛
ولما رجعوا من عرفة قيل: إنهم سعوا أيضًا بعد طواف الإفاضة، وقيل: لم يسعوا.
[مجموع الفتاوى ١٣٨ /٢٦]
الإجماع الثالث والعشرون:
قال شيخ الإسلام عن الذي يسلم على النبي
عند زيارته:
واتفقوا على أنه لا يستلم الحجرة.
[مجموع الفتاوى ١٤٦ / ٢٦]
الإجماع الرابع والعشرون:
نقل شيخ الإسلام الإجماع على النهي عن الدعاء عند حجرة النبي
؛ فقال - رحمه الله تعالى -:
ولا يدعو هناك مستقبل الحجرة، فإن ذلك منهي عنه باتفاق الأئمة.
[مجموع الفتاوى ١٤٧ / ٢٦]
الإجماع الخامس والعشرون:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كلامه عن زيارة القبور، والصلاة عندها: وليست الصلاة عند قبورهم أو قبور غيرهم مستحبة عند أحد من أئمة المسلمين، بل الصلاة في المساجد التي ليس فيها قبر أحد من الأنبياء والصالحين أفضل من الصلاة في المساجد التي فيها ذلك باتفاق أئمة المسلمين؛ بل الصلاة في المساجد التي على القبور إما محرمة أو مكروهة.
[مجموع الفتاوى  ١٤٨ / ٢٦]
الإجماع السادس والعشرون:
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -:
والزيارة البدعية: أن يكون مقصود الزائر أن يطلب حوائجه من ذلك الميت، أو يقصد الدعاء عند قبره، أو يقصد الدعاء به، فهذا ليس من سنة النبي
، ولا استحبه أحد من سلف الأمة وأئمتها؛ بل هو من البدع المنهي عنها باتفاق سلف الأمة وأئمتها.
[مجموع الفتاوى ١٤٩ / ٢٦]
الإجماع السابع والعشرون:
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -:
ولا يسافر أحد ليقف بغير عرفات، ولا يسافر للوقوف بالمسجد الأقصى، ولا الوقوف عند قبر أحد، لا من الأنبياء، ولا من المشايخ، ولا غيرهم؛ باتفاق المسلمين.
[مجموع الفتاوى ١٥٠ / ٢٦]
وبهذا النقل تنتهي هذهِ الدرر المنثورة، والفوائد المحبورة، جمعت شتاتها في هذه الرسالة المنشورة، أرجو من الله ثوابها، وأطلب منه غنمها، لي ولمن نقلت عنه ومن قرأها ونشرها؛
فاللهم لا تحرمنا أجرك، وواسع فضلك، وجود عطائك، وكريم عفوك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:
مبارك بن خليفة بن محمد العساف.
الاثنين ٣ / ١٢ / ١٤٣٧هـ