الأربعاء، 15 يوليو 2015

الرد المختصر على تغريدة د. ناصر العمر


الحمد لله الذي أمر في كتابه المبين بالسمع والطاعة، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ الداعي إلى لزوم الجماعة.
أما بعد.
فقد قرأت تغريدة للدكتور ناصر العمر هذا نصها:
لمواجهة التحديات التي تحيط ببلادنا ، وبخاصة بعد #الاتفاق_النووي ، يتأكد تقوية الصف الداخلي ، ومن ذلك إنهاء ملف الموقوفين "وليعفوا وليصفحوا"
انتهى كلام الدكتور العمر، وهذا الرد عليه:
أولاً: إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالسمع والطاعة في كتابه وأمرنا بذلك رسوله في أحاديث كثيرة وقيدها بالمعروف، فلا يسع المسلم أن يخالفها، فضلاً أن يدعو لمخالفتها، سواء كان ذلك بصريح القول، أو بلحن القول.
وهذهِ التغريدة فيها مافيها من الإثارة والفتنة والافتيات على ولي الأمر، ولا يستغرب هذا من الدكتور ناصر العمر فقد عودنا على مثل هذه الأباطيل.
ثانيًا: في وقت الفتن والمحن يتأكد عند أهل السنة لزوم الجماعة، ودعوة الناس للسمع والطاعة،
كما أوصى النبيُّ
حذيفة:
﴿ تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.﴾
بينما أهل الفتن يستغلون الظروف لنشر الباطل، لزعزعة الاستقرار، ونشر الفوضى،
بصريح قولهم، أو بلحن باطلهم.
ولاشك أن تغريدة الدكتور من جنس ما يفعله أهل الفتن، فمثله يعلم ما تمر به البلاد من ظروف صعبة، فالحرب قائمة في الجنوب، ومواجهة الخوارج بكل أطيافهم لازال مستمرا، وكذلك  التعاون المجوسي الصليبي لضرب الإسلام وأهله.
ومع ذلك يأتي العمر ويطالب بإنهاء ملف الموقوفين!!
ويجعله من أسباب تقوية الصف الداخلي!!!
سبحان الله العظيم كيف يسوغ لعاقل أن يقول هذا الكلام، بعد أن شاهد الناس ما فعله الموقوفون قبل إيقافهم وبعد خروجهم؟!
أنسيت يا ناصر العمر مافعله الموقوفون قبل دخولهم التوقيف، أم نسيت مافعله الموقوفون الذين خرجوا من السجن؟
وعل سبيل المثال ماحصل في يوم الاثنين 
٢٠ / ١٢ / ١٤٣٣هـ
عندما قتل الخارجون من السجن  رجال الأمن بشرورة؟!
كيف تطالب بإنهاء ملفاتهم
هل تريد من دولتنا أن تخرجهم مع أفكارهم الضالة، وتوجهاتهم المنحرفة؟!
كيف تطالب بالصفح والعفو عنهم؟
هل العفو والصفح يكون للمستحلين للدماء، المكفرين للمسلمين، المثيرين للفتن والقلاقل؟!
عجب عجاب!
لا تسع الذمة القول بأن كل الموقوفين على فكر واحد، أو أنه لا يوجد مظلوم بينهم، ولكن ماتعرفه أنت وغيرك أن غالبهم قضاياهم معروفة، وتوجهاتهم مفضوحة، فكيف المطالبة بخروجهم؟!
فياليت الدكتور يكون شجاعا ويذهب ويكفل الموقوفين ويتحمل ما يفعلون.
والعجيب أن مطالبة الدكتور بإنهاء ملفاتهم ربطها بتقوية الصف الداخلي، فجعل الفساد إصلاحاً، وهذا شأن المبطلين، ودين المنافقين، وقد تشبه بهم الدكتور.
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )
ثالثًا : لا تتعجبوا أن يخرج منا دواعش خوارج، وذلك عندما تجد مثل الدكتور العمر يدافع عن قضاياهم، فيغتر بذلك المغترون، وينخدع الجاهلون، لحسن ظنهم بالدكتور ناصر وأمثاله!
فليتنبه المسلم أنه ليس كل من هاجم الدواعش وغيرهم في الإعلام لا يكون سببًا في إضلال المسلمين بفكرهم.
رابعًا : إذا وجد مظلومون فإن الطريقة الصحيحة لا تكون مطالبة بتويتر يشاهدها الآلاف بل الملايين، بل تكون بالمناصحة السرية، وفق الطريقة الشرعية،
قال النبيُّ في الحديث الصحيح: من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية فليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل فالحمد لله وإلاَّ فقد أدى الذي عليه.
أما نشر ذلك في وسائل الإعلام فهو فتنة وشر، لما فيه من إيغار الصدور على ولاة الأمور،
حصل مثلها في دول مجاورة، فرح بها الدكتور ناصر العمر وشجعها!
فهل يريد الدكتور ربيعا عربيا عندنا؟
وهو حقيقة ربيع الكفار كما قال شيخنا الفوزان.
خامسًا : إن مواجهة التحديات يكون بلزوم واتباع السنة بفهم سلف الأمة، والدعوة إلى كلمة سواء مبنية على كتاب الله وسنة رسوله، فبهذا يكون النصر، ويتحقق الهدف، وتجتمع الكلمة، ويتحد الصف، فكن داعيا إلى ذلك حقا وحقيقة.
وأما الاتفاق النووي فلا يرعبنا فنحن واثقون من وعد ربنا بالنصر المبين لمن نصر دين الله،
وأما هؤلاء فهم كما قال تعالى:
(الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)
أخيرًا: يادكتور ناصر قد تجاوزت الستين من عمرك وظهر الشيب  والشيب نذير، فهل من توبة نصوح، ورجوع للحق قبل الموت، فالدنيا قصيرة، والأيام تسير، ويوم الحشر قريب.
حاسب نفسك
ماذا قدمت للإسلام والمسلمين خلال هذه السنين؟!
انظر وحاسب نفسك
فمن رأى نتاجك لن يجد في الغالب إلا الكلام في السياسة، والغلو في فقه الواقع الذي لم تفقهوه!
فكن كيسا فطنا، ومسلما موفقا، وتب إلى ربك، وتحرر من فكرك، وتقيد بكتاب ربك، وسنة نبيك.
فهذه وقفات يسيرة، وبيان مختصر، مع تغريدة ناصر العمر، وختامًا أسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وأمننا ويوفق ولاة أمورنا، ويكفينا شر الأشرار، وكيد الفجار، ويهدي ضال المسلمين.
وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتبه:
مبارك بن خليفة العساف.
ظهر الأربعاء ٢٨ رمضان ١٤٣٦هـ