الجمعة، 25 نوفمبر 2016

المرجئة العصرية تهدم الدين!

المرجئة العصرية تهدم الدين!
أما بعد:
فإن من أعظم الفتن العصرية: فتنة المرجئة الغالية التي تلبس لباس السلفية، وتدعي - زورا وكذبا - السير على الطريقة الربانية، وحقيقتها: إرجاء فاضح، وضلال واضح، يعرفه من رزقه الله العقيدة السلفية، والطريقة السوية.
فهؤلاء المرجئة العصريون، يقررون باسم السلفية: إرجاء الغلاة، بقولهم: تارك العمل - مع قدرته عليه - مسلم معرض للوعيد ولا يكفرونه!
ويلبسون على عباد الله بموافقتهم لأهل السنة والجماعة في تعريف الإيمان بقولهم: الإيمان قول وعمل واعتقاد، ولكنهم - أي مرجئة العصر - يقولون: تارك العمل لا يكفر!!
وهذه بلية عظيمة، وتلبيس كبير، فموافقتهم لأهل السنة في التعريف يلبس على الناس فيظنونهم أهل سنة؛ وهم في الحقيقة غلاة في الإرجاء، لأنهم لا يكفرون تارك العمل!
فهذا هدم للدين، وتنحية لتوحيد العبادة لو كانوا يعقلون.
وهاهم المرجئة الأشرار، ينشرون مقالات لهم من جديد، بفهم سقيم لنصوص الشفاعة، وتحريف شديد لمذهب أهل السنة والجماعة، مما يدل على ضعف الديانة وقلة البضاعة؛
ولم يسلم أئمة الإسلام من تحريف كلامهم، بنسبة مذهب الإرجاء إليهم!
ولا عجب فإن كل أهل البدع يحرفون النصوص والآثار لموافقة أهوائهم.
فعلى السلفيين أن يتبرؤوا من الإرجاء الذي صار سُبَّة على السلفية بسبب انتساب هؤلاء لها، وهي - ورب الكعبة - بريئة منهم، فالسلفية والإرجاء ضدان لا يجتمعان.
وعلى أهل العلم مسؤولية الرد على شبهات هؤلاء المخرفين المحرفين، الذين سلكوا سبيل الضالين، وتنكبوا طريق الهداة المهتدين.
إن المرجئة العصريين:
إرهابيون في تعاملهم مع من يرد عليهم،
مشنعون على من يقرر عقيدة السلف في باب الإيمان،
جائرون في حكمهم على من أوضح الحق ورد باطلهم،
قائمون بحزبيتهم ضد من يرد على كبار شيوخ ضلالتهم،
يظنون أنهم بإرهابهم يصدون أهل الحق عن بيانه!
وما علم هؤلاء المرجئة بأن أهل التوحيد والسنة رجال لا تهاب العدو، تضرب نحور المعتدين على العقيدة، وتقتلهم شر قتلة، فلا تقوم لهم قائمة، ولا ترتفع لهم راية.
أيها المرجئة: إن أهل السنة عندهم رماح، ويملكون السلاح، ومستعدون للقتال، فلا تبارزوهم بالبدع، فإنها نهايتكم؛ فسلاحهم كتاب الله وسنة رسوله، دامغة لكل مبطل، مهلكة لكل ضال مضل؛
فلا يهول تشنيعكم مقام السلفي الصادق، ولا يضر صياحكم الجبل الشامخ!
وختاماً هذا كلام السلف في بدعتكم، وباطل منكركم:

قال الحافظ ابن رجب
- رحمه الله -:
قال سفيان بن عيينه: المرجئة سموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء، لأن ركوب المحارم متعمدا من غير استحلال: معصية، وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر: هو كفر.
وبيان ذلك في أمر آدم وإبليس وعلماء اليهود الذين أقروا ببعث النبي صلي الله عليه وسلم ولم يعملوا بشريعته.
إلى أن قال ابن رجب:
ونقل حرب عن إسحاق قال : غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوما يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وعامة الفرائض، من غير جحود لها لا نكفره، يرجى أمره إلى الله بعد، إذ هو مقر، فهؤلاء الذين لا شك فيهم - يعني في أنهم مرجئة .
فتح الباري [١ / ٢١]
فيا مرجئة:
هل سفيان وإسحاق وحرب وابن رجب وأئمة الإسلام قطبية خارجية حدادية كما ترمون غيركم ظلما وعدوانا بهذه الألقاب؟!
وهي عادتكم في الفجور في رمي التهم، وكيل الألقاب بالهوى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 كتبه:
مبارك بن خليفة بن محمد العساف.

٢٥ / ٢ / ١٤٣٨هـ