الخميس، 15 سبتمبر 2016

سعد الدريهم المتشبه بالمنافقين، في طعن العلماء، ولمز المُطَّوِّعِين.

 سعد الدريهم المتشبه بالمنافقين، في طعن العلماء، ولمز المُطَّوِّعِين.
(تنقصه لرجال الأمن في الحج أنموذجاً)
الحمد لله الذي أعز دينه، ونصر جنده، وأذل أعداءه، وأظهر مكنون المبطلين، وكشف كيد المفسدين، وصلى الله على خير المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، أيده ربه بنصره والمؤمنين، وكشف له ولمن ورثه طرائق الكائدين، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون. 
أما بعد:
فقد رأيتُ ورأى غيري تغريدات المدعو: سعد الدريهم، في تنقصه لرجال الأمن القائمين، على خدمة ضيوف رب العالمين؛ ووصفه عملهم الجليل بالمهازل، في كلام قبيح، لا يقوله من عرف طريق المصلحين.
ولا عجب! فهذا الدريهم لم يُعرف إلا بالترهات، والضلالات المهلكات، وبئس ما عُرف به.

فقد كان بالأمس طاعنا في شيخ دهره، وإمام عصره، شيخنا الجليل: صالح بن فوزان الفوزان، في تغريدات منكرة، وموبقة مهلكة، ولا يضر شيخنا ما تفوه به هذا السفيه الأرعن، اللئيم الحقير؛ وإنما ذلك رفعة لشيخنا في درجاته - بإذن الله -. 
وقد رد عليه أعلام الهدى، الذابون عن أهل التقى، القامعون لكيد أهل الردى، ومن تلك الردود: 
رد الشيخ الفاضل: د. عبد العزيز السعيد.
ورد الشيخ الفاضل: بدر بن علي بن طامي العتيبي.
ورد الشيخ الفاضل: د. محمد الفريح.
وغيرهم من الذين ردوا طعن هذا الظالم الباغي، الكاذب المعادي. 
فجزاهم الله خيرا، ورفع درجتهم.
وطعن هذا في شيخنا، هو مسلك المنافقين، الذين طعنوا في رسول الله وصحابته، وقالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء.
فنزلت فيهم الآيات:

وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ●
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ.
سورة التوبة.
فهؤلاء طعنوا في الرسول وصحبه، وهذا الدريهم طعن في من ورث الرسول وصحبه!
نسأل الله السلامة والعافية.
وهذه علامة سوء، ودلالة شر، وتلبس بدعة.
قال أبو حاتم الرازي - رحمه الله -: علامة أهل البدع:
الوقيعة في أهل الأثر.
[عقيدة السلف للصابوني 
ص ١١٨]
وقد أخرج اعتذارًا باردًا لم يتراجع فيه عن طعنه، وظلمه وبغيه، والله حسيبه.
واليوم يخرج لنا هذا الدريهم بكلام يدل على انطوائه على دسيسة سوء، بتنقصه من دور رجال الأمن، ووصف عملهم بأنه مهزلة، حيث قال في تغريدته معلقًا على مقطع يظهر فيه رجال الأمن وهم يُبرّدون على الحجاج بالمراوح اليدوية - قطع الكرتون - حيث قال: ‏
بودي لو أسأل أهذه مهمة العسكر ؟! 
يجب إيقاف هذه المهازل. انتهى)
فنقول لهذا المتهور اللئيم:
أولاً: إنك وأضرابك عاجزون عن القيام بما يقوم به رجال الأمن، ومع ذلك لم تتركوا تنقصهم، والنيل منهم، وكما قال الشاعر:
 إذا بَعُد العنقودُ عنه ولم يصل.. إليه بوجه قال مُرٌّ وحامض.
فأنت ومن لفَّ لفَّك ونحا نحوك، في بيوتكم تترفهون، وعلى الأرائك تتكئون، ممتلئة بطونكم، وبالمجاهدين المرابطين في خدمة الحجيج تسخرون وتطعنون!
فما أقبح فعلكم، وما أشنع باطلكم.
ثانيًا: إن الذي أنكرته عليهم، هو من جملة عملهم، وجليل فعالهم، فهم يحفظون الأمن، ويعينون على نوائب الحق، ويحملون الكل، ويطعمون الطعام، ويسقون الماء، وينشرون الخير، راجين الثواب والأجر، من رب كريم؛ - كذا نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدًا -.
وأنت عملك تغريدات تتنقص الجهود، تساعد بها العدو اللدود، والمتربص الحسود.
فأي الفريقين أحق بالشكر والثناء، أأنت أم هم؟!!
ثالثًا: إن قولك عن عمل الخير بأنه مهزلة، مصيبة وبلية، فكيف يكون الخير مهزلة، والله أمر بفعل الخير، واجتناب الشر، فالخير وإن قلَّ فهو أجر وثواب، وقد قال الصادق المصدوق كما في حديث أَبِي ذرٍّ جُنْدَبِ بنِ جُنَادَةَ - رضي اللَّه عنه - 
«لاَ تَحقِرنَّ مِن المعْرُوفِ شَيْئاً ولَوْ أنْ تلْقَى أخَاكَ بِوجهٍ طلِيقٍ » رواه مسلم في صحيحه.
وهاأنت قد احتقرت العمل الصالح ووصفته بالمهزلة!!
وقد تشبهت بالمنافقين الذين قال الله فيهم: 
«
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ »
رابعًا: تنزلا مع كلامك أيها الدريهم، بأن فعلهم مهزلة وخطأ، فهل الطريقة الصحيحة هي نشر ذلك في وسائل التواصل، يراها الجميع، الصديق والعدو، المحب والمبغض، الناصح والحاسد الحاقد؟؟!!!
فهذه طريقة الكائدين، المتشبهين بابن سبأ اللعين!
وأما طريقة خير المرسلين: فهي كما قال
:
 "
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانٍ فَلا يُبْدِهِ عَلانِيَةً، وَلَكِنْ يَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيَخْلُوا بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ ، وَإِلا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ ".
ولكن طريقة النبي لا تعجبك، ولا أنت من أهلها، فلذلك سلكت سبيل المرجفين، وبئس مسلكك.
خامسًا: لا يخفى علىٰ الجميع أن مملكة التوحيد تواجه تحديات عظيمة، من الرافضة واليهود والنصارى، ومن كل قوى الكفر، ومن أهل البدع والضلال، فهم يتربصون بها الدوائر، ويتحينون الفرص، وينتهزون اللحظات، وأنت وأمثالك تقدمون لهم مايريدون، وتساعدوهم على مايطلبون، فهل ماتفعلونه توافقا بين أهل الباطل، أم قصدا لخدمة أعداء الإسلام؟؟
فأنت أوقعت نفسك في مظان السوء، فلا تلومن إلاَّ نفسك!!
فالدول الكفرية والبدعية تريد أن تخرج الحج من يد مملكة التوحيد، حتى تنتشر في الحج البدع والشركيات، والضلالات المهلكات.
وهذا الدريهم عون لهم شعر أم لم يشعر!
ووالله العظيم لو فلت الحج من الموحدين لنشاهد كثيرًا من الناس يحجون إلى القبور والأضرحة دون بيت الله الحرام. 
فيا ليت هؤلاء يعقلون.
سادسًا: إن الكلام على الجنود خصوصًا في وسائل الإعلام والتواصل يسبب التقليل من هيبتهم، والتنقص من جهودهم وعملهم، فهل يريد الدريهم ذلك؟!
ولكن ليعلم الدريهم بأن الشعب السعودي، والأمة الإسلامية، يعرفون قدر هؤلاء الجنود، لذلك تجد الجميع يشكرونهم، ويثنون عليهم، ويردون على من يثلبهم ويتنقصهم، كما شاهدنا بحمد الله سيلا قويا من الردود اجتالت أباطيل الدريهم، وهذا وعي من الناس - ولله الحمد - بمكر هؤلاء، وسوء طويتهم.
وإنني والله لا أجد شعبا كشعبنا في تقديره لجنود الأمن، ودفاعه عنهم، وهذا فضل الله علينا، ونسأل الله شكر نعمته.
أخيرًا: إلى جنودنا البواسل: إن عدوكم ومتنقصكم ليس لعملكم بطائل، فلا تلتفتوا له، وواصلوا مسيرتكم، واحتسبوا الأجر والثواب من ربكم، واعلموا أن الناس يدعون لكم في ظهر الغيب، في الصلوات، والخطب، والمحاضرات، والمجالس وفي الاستراحات، وفي كل مكان؛ وهذا فضل عظيم، من رب كريم، فاشكروا نعمة الله، ولا يصدنكم أهل الباطل عن الخير والجهاد والمرابطة والمصابرة، فهي فلاح لكم في الدنيا والآخرة.
قال تعالى:
«
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»
اللهمَّ اجز جنودنا خير ما جزيت جنودا صابرين محتسبين خادمين لضيوفك، حارسين لأمن بيتك.
اللهمَّ اكفهم شر الأشرار، وكيد الفجار، ما تعاقب الليل والنهار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه:
مبارك بن خليفة بن محمد العساف.
الخميس ١٣ / ١٢ / ١٤٣٧هـ