الجمعة، 21 سبتمبر 2018

الردُّ على تغريدة عايض القرني عن الحسين - رضي الله عنه -.

الردُّ على تغريدة عايض القرني عن الحسين - رضي الله عنه -.



﷽  

أما بعد:
فقد رأيتُ تغريدةً لعائض القرني هذا نصها:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
 ينبغي لكل مؤمن إذا ذكر مقتل الحسين أن يقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون فإنها مصيبة أصيب بها المسلمون جميعاً،
شيخي أبو بكرٍ الصديقُ أو عمرُ
وفي علي أبي السبطين لي عبرُ
أفدي الحسين بروحي أقتفي حسنا
للآل والصحب يهدي قلبيَ الأثرُ
#عائض_القرني
 #يا_حسين
٤:٢٣ م · ٢٠ سبتمبر، ٢٠١٨
انتهى كلامه. )

فأقول مستعينًا برب العباد، راجيًا للتوفيق والسداد، وبه أصول وأجول وأقاتل:
الردِّ على هذا المنكر، الذي ليس هو أول منكراته - نسأل الله العافية - من وجوه:

أولًا: إنَّ هذا الرجل له مثل هذه الموبقات من قديم، فهو يخطب ودَّ الرافضة في أكثر من موضع، ومنها أنه يسميهم إخوانه، 
وهم إخوان الشياطين، كما قال شيخنا العلامة صالح الفوزان عندما سئل عن الدعاة الذين يقولون: "الشيعة إخواننا" قال: نبرأ إلى الله منهم، ونبرأ إلى الله من هذا القول، ليسوا إخواننا، والله ليسوا إخواننا، بل هم إخوان الشيطان.)
ويقول هذا القرني - عامله الله بعدله -:
أن الخلاف معهم - مع الرافضة - كبدوٍ تصادموا بسياراتهم وقالوا: كل واحد يصلح سيارته!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل، وقاتل الله من كان قدر العقيدة عنده كما قال.
فخلافنا معهم في أصل الدين:
في التوحيد والشرك، والسنة والبدعة. 
مع أن قوله: "كل يصلح سيارته" اتهام لأهل السنة أن عندهم خطأ فيجب أن يصلحوه، وهذا من أبطل الباطل، وأشنع المنكر، فعقيدة أهل السنة صافية من الشوائب، خالية من الشركيات والمحدثات والمنكرات، لأنها من منبع معين، كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف. 
ولكن هذا وأضرابه من دعاة تقريب أهل الشرك والبدع، فلا ضير عنده أن ينسب المنكر لأهل الحق!!
فمن كان هذا كلامه سابقًا، فلا يُستغرب منه مثل هذه التغريدة الباطلة، ولكن وجب الردَّ عليه، لظهور منكره وانتشاره. 
وأيضا: هو كما صرح بنفسه أنه كان مع تنظيم الإخوان المجرمين، فلا تستغربن هذا منه، فالإخوان والرافضة توأمة مشتركة. 

ثانيًا: إن تغريدته المنكرة فيها موافقة للرافضة في بدعتهم، باتخاذهم يوم عاشوراء مأتمًا وعزاءً على مقتل الحسين - رضي الله عنه - وهم الذين قتلوه - قتلهم الله - ، فوافقهم في بدعتهم، وجعل عاشوراء تذكرة ومأتما على قتل الحسين، وذلك بذكره في وسم ( هاشتاق ) عزاء الرافضة!!
وهذا خلاف طريقة أهل السنة في اتخاذهم عاشوراء يوم صيام لله شكرا له على نجاة موسى عليه الصلاة والسلام، ولم يجعلوه عزاء للحسين - رضي الله عنه - لأن ذلك من فعل الجاهلية، والرافضة الشركية.
ثم إن استدلاله بكلام شيخ الإسلام - رحمه الله - تنزيل له في غير موضعه، فلم يقصد شيخ الإسلام تذكره في عاشوراء، وإنشاد المراثي فيه، بل شيخ الإسلام يجعل ذلك من المنكرات، ولكن مراده مطلق التذكر في أي وقت، وشيخ الإسلام يُنكر على الرافضة فعلهم، كما هو مستفيض في كتبه - رحمه الله -.
منها قوله في منهاج السنة (٤ / ٥٥٤):
صار الشيطان بسبب قتل الحسين - رضي الله عنه - يحدث للناس بدعتين:
بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثى، وما يفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنتهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يسب السابقون الأولون، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب، وكان قصد من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإن هذا ليس واجبا ولا مستحبا باتفاق المسلمين .
بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله.
وكذلك بدعة السرور والفرح.)

ثالثًا: إن في البيتين تجاوز لمن هو أجلّ قدرا من علي والحسين - رضي الله عنهم - وكلهم جليل القدر - وهو عثمان - رضي الله عنه -، فهل هذا التجاوز مبني على عقيدة فاسدة فيه، كما هو حال الإخوان الذين يطعنون فيه وفي خلافته؟!!
الله أعلم بذلك، ولكن هذا موطن ريبة، ومحل تهمة، خاصة أن عثمان استشهد ظلمًا وعدوانًا - رضي الله عنه -.

رابعًا: إن هذه الطريقة التي فعلها مع استشهاد الحسين - رضي الله عنه - هل فعلها مع موت الرسولﷺ، وموت أبي بكر،واستشهاد عمر، واستشهاد عثمان، واستشهاد علي،  - رضي الله عن الجميع -؟
وهل يعقل أن يفعل ذلك سنيٌّ متَّبعٌ لسنة الرسولﷺ ؟؟؟؟؟
لأنَّ هذا بلا شك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان!
فلماذا يُخصّ الحسين - رضي الله عنه - بذلك؟؟
إنَّه موافقة الرافضة في بدعتهم. 

خامسًا: إن هذه التغريدة كتبها عايض القرني في وسم ( هاشتاق ):  #يا_حسين

وهذا هاشتاق الرافضة الشركي، الذين يستغيثون بالحسين - رضي الله عنه - كما هو معروف عنهم. 
فكيف يشاركهم في هاشتاق شركي، ولا ينكر بكلمة واحدة شركهم وكفرهم ومنكرهم؟؟؟!!!!
لكن لا عجب منه إذ إن قدر العقيدة عنده كما قال: كل يصلح سيارته. 
فنسأل الله عزَّ وجلَّ أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويعز أولياءه، ويذل أعداءه، ويكبت منكر المميعين لشرعه، ويرد كيد الكائدين، ومكر الماكرين. 
فهذا ردٌّ مختصرٌ على هذه التغريدة المنكرة، أردتُّ بها بيان الحق للخلق، والله ولي المتقين؛ وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

كتبه: مبارك بن خليفة بن محمد العساف. 
الجمعة ١١ شهر الله المحرم ١٤٤٠ هـ