الخميس، 5 أكتوبر 2017

الرد على من يتهم المصلحين أنهم يتهمون المجتمع بالشهوانية!

الرد على من يتهم المصلحين أنهم يتهمون المجتمع بالشهوانية!




أما بعد:

فقد قال الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُريدُ أَن يَتوبَ عَلَيكُم وَيُريدُ الَّذينَ يَتَّبِعونَ الشَّهَواتِ أَن تَميلوا مَيلًا عَظيمًا﴾ [النساء: ٢٧]
فلا يزال شياطين الشهوات يُلبِّسون على الناس بالشبهات، من أجل إيقاعهم في شَرَك المهلكات.
ومن شبهات هؤلاء المجرمين:
قولهم عند تحذير الناصحين من انفلات النساء، سواءً في قيادتها، أو خروجها من بيتها، أو تبرجها وسفورها، أو اختلاطها، أو إسقاط ولايتها، فإنَّهم يقولون: (أنتم تتهمون المجتمع السعودي بالانحلال الأخلاقي، وأنه شعب شهواني، فالشعب السعودي محافظ لا خوف عليه!!!!)
وهذه الشبهة الساقطة التي لولا انتشارها عند البعض، ورواجها عند من قلّ نصيبه من العلم، لما كتبتُ ردا عليها ، ويكون الرد عليها بما يلي:
أولًا: المجتمع السعودي مجتمعٌ على قدر من المحافظة والديانة، ولكن ليس هناك مايمنع من دخول الانحراف عليه، عند انتشار المنكرات؛ فليس هناك نص يستثني أحدًا دون أحد؛ وليس مجتمعنا ملائكيا معصومًا من الزلل حتى يُعطى هذه التزكية، ولكنَّ هؤلاء المفسدين يريدون تطبيع المجتمع على المنكرات بمثل هذه التزكيات.
والواقع يدل على أن بعض المجتمع تأثر  بمثل هذه المنكرات، فكيف إذا زاد انتشارها؟!!!

ثانيًا: النصوص الشرعية حذرت الناس كلهم من اتباع خطوات الشيطان،
قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ﴾ [النور: ٢١]
فهل المجتمع السعودي مُستثنى من هذه الآية؟؟؟؟
وهذه الآية من أدلة القاعدة الشرعية المعروفة المجمع عليها في الجملة: (سد الذريعة) والتي تكون في أصول مباحة، فكيف إذا كانت الأمور متعلقة بمنكرات منصوص عليها، ولا يختلف من شم رائحة العلم في حكمها!
فهذه أولى بالمنع، وأجدر بالتحذير.

وقال النبيﷺ كما في حديث أسامَةَ بنِ زيد - رضي الله عنهما -: "مَا تركْتُ بعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجالِ مِنَ النِّسَاءِ.) رواه البخاري ومسلم.
فهل المجتمع السعودي مُستثنى من هذا الحديث؟؟؟؟؟

وقال النبيﷺ كما في حديث
أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (إنَّ الدُّنيا حلوةٌ خَضِرة، وإنَّ الله مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟ فاتقوا الدُّنيا، واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فِتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء.) رواه مسلم.

فهل المجتمع السعودي مُستثنى من هذا الحديث؟؟؟
والآيات والأحاديث في هذا كثيرة جدا .

ولك أن تتأمل أن هذا الخطاب يوجهه النبيﷺ إلى الصحابة وهم خير من مشى على الأرض بعد الأنبياء والرسل، وأطهر البشر بعد الأنبياء والرسل، فهل هذا اتهام لهم بالشهوانية والانحلال؟؟
حاشا وكلا!

ولكن من النصح الواجب: التحذير من المنكرات، وبيان خطورة الانفلات، والحذر من مصيدة الخطوات، التي ينصبها إبليس وأتباعه.
فهل بعد الصحابة من يأمن على نفسه، ولا ينتظر تحذيرا، ولا يأمن مكرا؟
عجب عجاب!

ثالثًا: قولهم: اتهام للمجتمع بالشهوانية)
يُقال لهؤلاء: أنتم أصلًا تريدون بمثل هذه الشبهات أن تصلوا إلى شهواتكم البهيمية!
فلا تغالطوا في الشهوانية!
هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى يقال:
إن النفوس جُبلت على الميل من الجنسين لبعضهما، فالرجل يميل للمرأة، والمرأة تميل إلى الرجل، ولذلك شُرع النكاح، وأُمرنا بغض البصر، وحفظ الفرج.
وعندما ينتشر التبرج والسفور والاختلاط، تتحرك الغرائز، وتميل النفوس، ويؤزها الشيطان، ويُزين الفحشاء، فيقع مايريد شياطين الأنس والجن.
فالمغالطة في هذا الأمر خطأ على الشرع الذي أمر بضد مايأمر به هؤلاء المجرمون، وخطأ على العقل والواقع الّلذين يدلان على وقوع الميل بين الجنسين.

رابعا: على الجميع الحذر من خطوات الشيطان وأعوانه، الذين يريدون جرَّ المجتمع إلى الانحلال الأخلاقي بانفلات النساء، الذي هو مهلكة الأمم، وداء المجتمعات، الذي أهلك بني اسرائيل وجرَّ عليهم الويلات؛ والسعيد من اتعظ بغيره ممن جرب الانفلات فوقع في المهلكات.

وأخيرا: ليعلم بنو ليبرال وبنو علمان وكل من ركب مركبهم، أن المصلحين ماضون في الاصلاح، ودين الله منصور ولو كره الكافرون.

والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا، وأن يرد كيد الكائدين، ويحبط مكر الماكرين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه:
مبارك بن خليفة بن محمد العساف.

ضحى الخميس 15 من شهر الله المحرم 1439 هـ

الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

حكم استذكار الموالد والوفيات كل سنة.

حكم استذكار الموالد والوفيات كل سنة.


أما بعد:
فإنَّه تنتشر في وسائل التواصل رسائل على وسم:
#في_مثل_هذا_اليوم
ونحو هذه العبارات (كذكرى وفاة فلان)، ويذكرون فيه من مات من الفضلاء والعلماء والملوك ونحوهم في هذا اليوم، أو خَتْم مؤلف وكتاب ونحو ذلك؛
ويكون فعلهم ذلك سنويًّا!
ففي التاريخ الفلاني كل سنة يذكرون هذا الرجل المتوفى أو المولود والكتاب المُنتهى من تأليفه ونحو ذلك.
وهذا الفعل في الحقيقة لا يختلف حكمه عن موالد الصوفية والرافضة، وتعازي الرافضة ومناحاتهم على الوفيات كل سنة!
وإن كان بعضهم يفعل ذلك لاستذكار فضل الفضلاء، وعِلم العلماء، ولكن هذا لا يُخرجه عن كونه منكرًا، فالموالد والمناحات يفعلها الصوفية والرافضة استذكارًا للفضل في الأصل!
وإن كانوا يستصحبون مع ذلك منكرات أُخر، فمقلٌ ومستكثرٌ.

ويزيد الأمرَ سوءً أنَّ بعضهم يعتمد في مثل هذه الأيام على التاريخ الميلادي!
وهذا تشبهٌ بالنصارى، والتشبه بهم لا يجوز.
قالت اللجنة الدائمة في جواب السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20722 ):
لا يجـوز للمسلمين التـأريخ بـالميلادي؛ لأنـه تشـبه بالنصارى ، ومن شعائر دينهم. )

فالخلاصة:
مثل هذهِ الرسائل لا يجوز نشرها ولا تداولها، لأنَّها أخت موالد ومناحات الصوفية والرافضة، ولم يكن عليها فعلُ الرسول ﷺ ولا الصحابة ولا التابعين من السلف المرضيين.
وهي داخلة في مسمى الأعياد الزمانية لتكررها وعودها في زمن معين.
والله أعلم وأحكم، وصلّى الله على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:
مبارك بن خليفة بن محمد العسّاف
ظهر الأربعاء 14 / 1 / 1439هـ