السبت، 21 أبريل 2018

(الدين منتصرٌ وإن كثُر العدا) أبياتٌ مهداةٌ إلى جناب صاحب الجناب الكبير، بدر بن علي بن طامي.


(الدين منتصرٌ وإن كثُر العدا)

أبياتٌ مهداةٌ إلى جناب صاحب الجناب الكبير، بدر بن علي بن طامي.
هذهِ أبياتٌ إلىٰ جنابِ الشَّيخِ الفاضلِ المجاهدِ:
بدر بن علي بن طامي العتيبي - أدام الله توفيقه، وصوَّبَ على الدَّوام تحقيقه - بعد أن رأيتُ بعضَ الليبراليين ومطاياهم يتهجَّمون عليه، وهو كالجبال الرَّواسي، لايهزه نفثُ الشياطين، وهذه أبياتٌ متواضعةٌ في حقه وجنابه، وقد شاركني فيها بعضُ الفضلاء:


الدِّينُ منتصرٌ وإنْ كَثُرَ العِدَا

وعدٌ مِنَ الرَّحْمٰنِ في القرآنِ



لكنْ كَمَا قدْ قاله من كان تلـ

ميذَ الإمامِ العَالِمِ الحَرَّانِي:





الحقُ منصورٌ وممتحنٌ فلا

تعجبْ فهذِي سنةُ الرحمنِ



ولئن أتتْ زُمَرُ الظلامِ فلا تخَفْ

فالنورُ لن يخفَى على الفَهمانِ



ولسوفَ يغلِبُهم ويكسرُ جمعَهم

بدرٌ يُلَأْلِئُ عالَمَ الأوطانِ



نورٌ من الوحيين لا من زخرفٍ

أو باطلٍ من عُصبَةِ الشيطانِ



بدرٌ يناصِرُ سُنَّةً من أحمدٍ

ويجاهِدُ الأعداءَ بالبرهانِ



بردٌ على أهلِ الهُدى ومنارَةٌ

للخيرِ تصدحُ في ذُرَى الإيمانِ



هو شوكةٌ هو علقمٌ هو غُصَّةٌ

في حلقِ كُلِّ مُحرّفٍ خوَّانِ



هو من سيوفٍ مصلتات جاءهمْ

متمثلًا صوتَ الهُدَى القحطاني:



أنا تمرةُ الأحبابِ حنظلةُ العِدا

أنا غُصّةٌ في حلقِ من عاداني



يارب فاحفَظ للعقيدَة والورى:


بدرَ العتيبي، هازمَ العُدوانِ


🖋مبارك بن خليفة بن محمد العساف.
ليلة السبت ٥ / ٨ / ١٤٣٩هـ

الثلاثاء، 17 أبريل 2018

المختارات النبيلة، من كتاب: حراسة الفضيلة.


المختارات النبيلة، من كتاب: حراسة الفضيلة.


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلَّا على الظالمين، وصلى الله وسلَّم على خير المرسلين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذهِ مختارات مفيدة جليلة، من كتاب:(حراسة الفضيلة) للعلامة المحقق حارس الفضيلة، قامع الرذيلة: بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - وهو كتابٌ من أشرف ماكتَبه، وأنبل ما سطَّره، وأبدع ما ألَّفه، إذ إنَّه يتكلم عن موضوع عظيم، يُراد به هدم الدين، وفساد المجتمع.
وقد سارت بهذا الكتاب الركبان، وفرحت به قلوب أهل الإيمان، وشرقت به حلوق أهل النفاق والطغيان، ورأى مؤلفه قبوله في حياته، فقد طُبع في حياته بالملايين، والحمد لله رب العالمين؛ فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير ماجزى عالمًا ناصحًا.
وهذه فوائد من هذا الكتاب، أنقلها بنصها، وقد أختصر بعضها، وأُلَخِّص بعضها، مشيرًا إلى ذلك، وقد أضع عنوانًا للفوائد من أجل إيضاح المراد؛
أرجو بذلك المثوبة، والسلامة من العقوبة، ولا تغني هذه الفوائد عن الرجوع لأصل الكتاب والاستفادة من جليل فوائده.
فأقول مستعينًا برب العباد، راجيًا للتوفيق والسداد، فاللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أُقاتل:

الفائدة الأولى:
(سبب التأليف)
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
فهذه رسالة نخرجها للناس لتثبيت نساء المؤمنين على الفضيلة، وكشف دعاوى المستغربين إلى الرذيلة.
(حراسة الفضيلة ص ١٠)

الفائدة الثانية:
(تلقيب أهل الباطل أهلَ الحق بالألقاب المشينة)
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - بعد أن ذكر ما يقوم به المستغربون:
كل هذا يجري باقتحام الولاء والبراء، وتسريب الحب والبغض في الله، وإلجام الأقلام، وكف الألسنة عن قول الحق، وصناعة الاتهامات لمن بقيت عنده بقية من خير، ورميه بلباس: (الإرهاب) و (التطرف) و (الغلو) و (التشدد) و (الرجعية) إلى آخر ألقاب الذين كفروا للذين أسلموا، والذين استغربوا للذين آمنوا وثبتوا، والذين غلبوا على أمرهم للذين استضعفوا.
(حراسة الفضيلة ص١١)
قلتُ: ما أشبه الليلة بالبارحة، بل ما أشد الليلة عن البارحة!

الفائدة الثالثة:
قال الشيخ بكر - رحمه الله -:
وقد تلطَّفوا في المكيدة، فبدؤوا بوضع لبنة الاختلاط بين الجنسين في رياض الأطفال، وبرامج الأطفال في وسائل الإعلام، وركن التعارف بين الأطفال، وتقديم طاقات - وليس باقات - الزهور  من الجنسين في الاحتفالات، وهكذا يُخترق الحجاب، ويُؤسَّس الاختلاط، بمثل هذه البدايات التي يستسهلها كثير من الناس.
(حراسة الفضيلة ص١١)
وقال في ص ٦٩:
إذا كان الاختلاط بين الجنسين في رياض الأطفال مرفوضًا، لأنه ليس من عمل المسلمين على مدى تاريخهم الطويل في تعليم أولادهم في الكتاتيب وغيرها، ولأنه ذريعة إلى الاختلاط فيما فوقها من مراحل التعليم=فالدعوة إلى الاختلاط في الصفوف الأولى مرفوضة من باب أولى، فاحذروا أن تُخدعوا أيها المسلمون.

قلتُ: صدق الشيخ - رحمه الله - فهاهم الآن يريدون بل صرَّحوا بخلط الجنسين في الصفوف الأولى، بعد أن استسهل الناس رياض الأطفال!
والله المستعان على رد كيدهم، وإبطال مكرهم.

الفائدة الرابعة:
(المساواة بين الرجل والمرأة)
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
فهذه بلا شك نظرية إلحادية، لما فيها من منازعة لإرادة الله الكونية القدرية في الفوارق الخَلقية والمعنوية بينهما، ومنابذة للإسلام في نصوصه الشرعية القاطعة بالفرق بين الذكر والأنثى في أحكام كثيرة.
( حراسة الفضيلة ص ٢١)

الفائدة الخامسة:
(الكتاب والسنة والإجماع العملي على الحجاب والقياس الصحيح.)
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
يجب شرعًا على جميع نساء المؤمنين، التزام الحجاب الشرعي الساتر لجميع البدن - بما في ذلك الوجه والكفان - والساتر لجميع الزينة المكتسبة من ثياب وحلي وغيرها عن كل وجل ليس من محارمهن، وذلك بالأدلة المتعددة من القرآن والسنة، والإجماع العملي من نساء المؤمنين من عصر النبي ﷺ مرورًا بعصر الخلافة الراشدة، فتمام القرون المفضلة، مستمرًا العمل إلى انحلال الدولة الإسلامية إلى دويلات في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وبدلالة صحيح الأثر، والقياس المطرد، وبصحيح الاعتبار بجلب المصالح ودرء المفاسد.
(حراسة الفضيلة ص ٢٥)

الفائدة السادسة:
(حجاب المرأة إما في البيوت، أو بالمواجهة داخل وخارج البيوت.)
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
الحجاب المفروض على المرأة إن كانت في البيوت فمن وراء الجُدر والخدور، وإن كانت في مواجهة رجل أجنبي عنها داخل البيت أو خارجه فالحجاب باللباس الشرعي: (العباءة والخمار) الساتر لجميع بدنها.
(حراسة الفضيلة ص ٢٥)

الفائدة السابعة:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
بمَ يكون الحجاب؟
الأول: الحجاب بملازمة البيوت.
الثاني: الحجاب باللباس.
ويكون هذا الحجاب بالجلباب والخمار.
١- الخمار: مفرد، جمعه: خُمُر، ويدور معناه على الستر والتغطية، وهو:
ماتغطي به المرأة رأسها ووجهها وعنقها وجيبها.
٢ - الجلباب: جمعه: جلابيب، وهو: كساء كثيف تشتمل به المرأة من رأسها إلى قدميها، ساتر لجميع بدنها وما عليه من ثياب وزينة. ويقال له: المُلاءة والملحفة والرداء والدثار والكساء وهو المسمى: العباءة التي تلبسها نساء جزيرة العرب.
ويشترط في العباءة:
              كثيفة لا شفافة رقيقة
              ألا يكون لها خاصية الالتصاق.
              أن تكون واسعة.
              أن تكون مفتوحة من الأمام فقط وتكون فتحة الأكمام ضيقة.
              أن يكون لبسها من أعلى الرأس لا على الكتفين.
              أن لا تكون هذه العباءة زينة في نفسها.                                                                           (حراسة الفضيلة ص ٢٧ - ٢٩ بتصرف)

الفائدة الثامنة:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
معلومٌ أن العمل المتوارث المستمر من عصر الصحابة - رضي الله عنهم - فمن بعدهم حجة شرعية يجب اتباعها، وتلقيها بالقبول، وقد جرى الإجماع العملي بالعمل المستمر المتوارث بين نساء المؤمنين على لزومهن البيوت، فلا يخرجن إلا لضرورة أو حاجة، وعلى عدم خروجهن أمام الرجال إلا متحجبات غير سافرات الوجوه ولا حاسرات عن شيء من الأبدان، ولا متبرجات بزينة، واتفق المسلمون على هذا العمل.
فهذان إجماعان - لزوم البيوت، وعدم السفور والتبرج - متوارثان معلومان من صدر الإسلام وعصور الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وحكى ذلك جمعٌ من الأئمة منهم: ابن عبد البر والنووي وابن تيمية.
(حراسة الفضيلة ص ٣٠ بتصرف)

الفائدة التاسعة:
نقل الشيخ بكرٌ عن الحافظ ابن حجر - رحمه الله - هذا النقل الذي يدل على الإجماع العملي في المسألة:
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - في "الفتح": (٩ / ٢٢٤): " لم تزل عادة النساء قديمًا وحديثًا أن يسترن وجوههن عن الأجانب. " انتهى.

الفائدة العاشرة:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
وكانت بداية السفور بخلع الخمار عن الوجه في مصر، ثم تركيا، ثم الشام، ثم العراق، وانتشر في المغرب الإسلامي، وفي بلاد العجم، ثم تطور إلى السفور الذي يعني الخلاعة والتجرد من الثياب الساترة لجميع البدن، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
(حراسة الفضيلة ص ٣٠)

الفائدة الحادية عشرة:
قال تعالى في آية الحجاب:
﴿ وَإِذا سَأَلتُموهُنَّ مَتاعًا فَاسأَلوهُنَّ مِن وَراءِ حِجابٍ ذلِكُم أَطهَرُ لِقُلوبِكُم وَقُلوبِهِنَّ﴾ [الأحزاب: ٥٣]
ادعى قومٌ أنها خاصة بزوجات الرسول، وردّ عليهم الشيخ بكر من سبعة أوجه، أذكرها مختصرة ملخصة:
الوجه الأول:
لما نزلت هذه الآية حجب النبيﷺنساءه وحجب الصحابة نساءهم بستر وجوههن وسائر البدن واستمر ذلك في عمل نساء المؤمنين وهذا إجماعٌ عمليٌ دالٌّ على عموم حكم الآية لجميع نساء المؤمنين.

الوجه الثاني:
في قوله تعالى:
﴿ ذلِكُم أَطهَرُ لِقُلوبِكُم وَقُلوبِهِنَّ﴾
علةٌ لفرض الحجاب في قوله:
﴿فَاسأَلوهُنَّ مِن وَراءِ حِجابٍ﴾ بمسلك الإيماء والتنبيه، وحكم العلة عام لمعلولها هنا، لأنَّ طهارة قلوب الرجال والنِّساء وسلامتها من الرِّيبة مطلوبة من جميع المسلمين، فصار فرض الحجاب على نساء المؤمنين من باب الأولى من فرضه على أمهات المؤمنين الطاهرات المبرآت من كل عيب ونقيصة - رضي الله عنهن -.

الوجه الثالث: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

الوجه الرابع: زوجات النبيﷺ أمهات للمؤمنين، ونكاحهن محرم على التأبيد كنكاح الأمهات، وإذا كنَّ كذلك فلا معنى لقصر الحجاب عليهن دون بقية نساء المؤمنات، ولهذا كان حكم فرض الحجاب عامًا لكل مؤمنة.

الوجه الخامس: أن الله - سبحانه - استفتح الآية - آية الحجاب - بالاستئذان،
ومن قال بتخصيص فرض الحجاب على أزواج النبيﷺ لزمه أن يقول بقصر حكم الاستئذان كذلك، ولا قائل به.

الوجه السادس:
أن الآية بعدها ﴿لا جُناحَ عَلَيهِنَّ في آبائِهِنَّ ....﴾ [الأحزاب: ٥٥]
فإن نفي الجناح استثناء من الأصل العام وهو فرض الحجاب، ودعوى تخصيص الأصل يستلزم تخصيص الفرع، وهذه دعوى غير مسَلَّم بها إجماعًا، لما علم من عموم نفي الجناح بخروج المرأة أمام محارمها كالأب غير محجبة الوجه والكفين، أما غير المحارم فواجبٌ على المرأة الاحتجاب عنهم.

الوجه السابع:
مما يفيد العموم ويبطل التخصيص، قوله تعالى: ﴿وَنِساءِ المُؤمِنينَ﴾ في قوله تعالى:
﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ﴾

الفائدة الثانية عشرة:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
ومعلومٌ أنَّ المرأة إذا كانت غايةً في الستر والانضمام، لم يُقدم عليها من في قلبه مرض، وكَفَّت عنها الأعين الخائنة، بخلاف المتبرجة المنتشرة الباذلة لوجهها، فإنها مطموع فيها.
(حراسة الفضيلة ص ٤٠)

الفائدة الثالثة عشرة:
(احتجاب النساء وسترهن لوجوههن دليل على تصديقهن لكتاب الله.)
نقل الشيخ بكرٌ عن شيخه العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - نقلًا نفيسًا، وذلك في كلامه عن فعل الصحابيات عندما نزل قوله تعالى: ﴿وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيوبِهِنَّ﴾ [النور: ٣١] وذلك بأنهنَّ شققن مروطهن واختمرن بها، أي سترن وجوههن، وهذا بعض ماقال العلامة الشنقيطي:
وهو صريح في أن احتجاب النساء عن الرجال وسترهن وجوههن، تصديقٌ بكتاب الله، وإيمان بتنزيله كما ترى، فالعجب كل العجب ممن يدّعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتاب ولا السنة، مايدل على ستر المرأة وجهها عن الأجانب! مع أن الصحابيات فعلن ذلك ممتثلات أمر الله في كتابه إيمانا بتنزيله.)أهـ.
(حراسة الفضيلة ص ٤٨)

الفائدة الرابعة عشرة:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في حديث أم سلمة عندما أمرها الرسولﷺ بإرخاء ذيولهن حتى لا تنكشف أرجلهن:

فالوجه مثلًا أعظم فتنة من القدمين، فستره أوجب من ستر القدمين، وحكمة الله العليم الخبير تأبى الأمر بستر الأدنى وكشف ما هو أشد.
(حراسة الفضيلة ص ٤٩)

الفائدة الخامسة عشرة:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
الرخصة للخاطب برؤية المخطوبة دليل على وجود العزيمة وهو الحجاب، ولو كنَّ سافرات الوجوه لما كانت الرخصة.
(حراسة الفضيلة ص ٥١)

الفائدة السادسة عشرة:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
ليس لدعاة السفور دليل صحيح صريح، ولا عمل مستمر من عصر النبيﷺ إلى أن حدث السفور في بدايات القرن الرابع عشر، ومايستدل به دعاة السفور عن الوجه والكفين لا يخلو من ثلاث حالات:
١ - دليل صحيح صريح لكنه منسوخ بآيات فرض الحجاب.
٢ - دليل صحيح لكنه غير صريح.
٣ - دليل صريح لكنه غير صحيح.
( حراسة الفضيلة ص ٥٣ - ٥٤ بتصرف يسير وتلخيص.)

الفائدة السابعة عشرة:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
لم يقل أحدٌ في الإسلام بجواز كشف الوجه واليدين عند وجود الفتنة ورقة الدين وفساد الزمان، بل هم مجمعون على سترهما، كما نقله غير واحد من العلماء.
(حراسة الفضيلة ص ٥٤)

الفائدة الثامنة عشرة؛
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
فضائل الحجاب:
١ - حفظ العرض.
٢ - طهارة القلوب.
٣ - مكارم الأخلاق.
٤ - علامة على العفيفات.
٥ - قطع الأطماع والخواطر الشيطانية.
٦ - حفظ الحياء.
٧ - منع نفوذ التبرج والسفور.
٨ - حصانة ضد الزنى والإباحية.
٩ - ستر وتقوى.
١٠ - حفظ الغيرة.
(حراسة الفضيلة ص ٥٤ - ٥٧ بتصرف وتلخيص)

الفائدة التاسعة عشرة:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
ومن نظر في آيات القرآن الكريم، وجد أن البيوت مضافة إلى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى، مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن، وإنما حصلت هذه الإضافة - والله أعلم - مراعاةً لاستمرار لزوم النساء للبيوت، فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به، لا إضافة تمليك.
قال تعالى: ﴿وَقَرنَ في بُيوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: ٣٣]
وقال سبحانه: ﴿وَاذكُرنَ ما يُتلى في بُيوتِكُنَّ مِن آياتِ اللَّهِ وَالحِكمَةِ﴾ [الأحزاب: ٣٤]
وقال عز شأنه : ﴿ لا تُخرِجوهُنَّ مِن بُيوتِهِنَّ وَلا يَخرُجنَ﴾ [الطلاق: ١]
(حراسة الفضيلة ص ٥٨)
قلتُ: وهذهِ فائدةٌ نفيسةٌ جليلةٌ.

الفائدة العشرون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
وقد ثبت من حديث أبي واقد الليثي - رضي الله عنه - أن رسول اللهﷺ قال لنسائه في حجته: " هذه ثم ظهور الحُصْر" رواه أحمد وأبو داود.
قال ابن كثير - رحمه الله في التفسير: يعني: ثم الْزَمْنَ ظهور الحُصْر ولا تخرجن من البيوت.
(حراسة الفضيلة ص٦١)

الفائدة الواحدة والعشرون:
نقل الشيخ بكرٌ عن العلامة أحمد شاكر تعليقه على الحديث السابق قوله:
فإذا كان هذا النهي عن الحج بعد حجة الفريضة - على أن الحج من أعلى القربات عند الله - فما بالك بما يصنع النساء المنتسبات للإسلام في هذا العصر، من التنقل في البلاد، حتى ليخرجن سافرات عاصيات ماجنات إلى بلاد الكفر، وحدهن دون محرم، أو مع زوج أو محرم كأنه لا وجود له!!! فأين الرجال؟! انتهى.
(حراسة الفضيلة ص٦١)

الفائدة الثانية والعشرون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - معلِّقًا على الكلام السابق لأحمد شاكر:
وأسقط عنها فريضة الجهاد؛ ولهذا فإن النبي ﷺ لم يعقد رايةً لامرأة قط في الجهاد، وكذلك الخلفاء بعده، ولا انتدبت امرأةٌ لقتالٍ ولا لمهمةٍ حربية، بل إنَّ الاستنصارَ بالنساء والتكثرَ بهن في الحروب دالٌّ على ضعف الأمة واختلال تصوراتها.
(حراسة الفضيلة ص٦١)

الفائدة الثالثة والعشرون:
نقل الشيخ بكر تعليقا للعلامة أحمد شاكر على حديث أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت: يارسول الله: تغزو الرجال ولا نغزو، ولنا نصف الميراث؟ فأنزل الله: ﴿وَلا تَتَمَنَّوا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ﴾ [النساء: ٣٢]
فقال العلامة أحمد شاكر - رحمه الله -:
وهذا الحديث يرد على الكذابين المفترين في عصرنا الذين يحرصون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين، فيخرجون المرأة عن خدرها، وعن صونها وسترها الذي أمر الله به، فيدخلونها في نظام الجند، عارية الأذرع والأفخاذ، بارزة المقدمة والمؤخرة، متهتكة فاجرة!! يرمون بذلك في الحقيقة إلى الترفيه الملعون عن الجنود الشبان المحرومين من النساء في الجندية، تشبهًا بفجور اليهود والإفرنج، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة) أهـ
قال الشيخ بكر معلقًا:
رحم الله الشيخ أحمد شاكر فإنه مُنَوَّر البصيرة، فإن الحافظ ابن كثير - رحمه الله - ذكر في حوادث سنة ٥٨٦ من تاريخه في حرب عكّا بين المسلمين والنصارى؛ أنه لغرض مصابرة جند النصارى على مقاتلة المسلمين نثروا بينهم ثلاثمائة مومسة، فما أشبه الليلة بالبارحة!! وكفار اليوم من النصارى وغيرهم هم كفار الأمس، والكفر ملة واحدة: ﴿أَتَواصَوا بِهِ بَل هُم قَومٌ طاغونَ﴾ [الذاريات: ٥٣]
(حراسة الفضيلة ص ٦١ - ٦٢)

الفائدة الرابعة والعشرون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
وبقدر خروج المرأة عن بيتها يحصل الخلل في عالم الرجل الداخلي، ويفقد من الراحة والسكون مايخل بعمله الخارجي، بل يثير من المشاكل بينهما ماينتج عنه تفكك البيوت، ولهذا جاء في المثل: الرجل يجني والمرأة تبني.
( حراسة الفضيلة ص ٦٣)


الفائدة الخامسة والعشرون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
وقد تواردت السنن الصحيحة بإهدار عين من اطلع في دار قوم بغير إذنهم، وأن من الأدب للمستأذن أن لا يقف أمام الباب، ولكن عن يمينه أو شماله، وأن يطرق الباب طرقًا خفيفًا من غير مبالغة، وأن يقول: السلام عليكم، وله تكرار الاستئذان ثلاثًا؛ كل هذا لحفظ عورات المسلمين وهن في البيوت، فكيف بمن ينادي بإخراجهن من البيوت متبرجات سافرات مختلطات مع الرجال؟ فالتزموا - عباد الله - بما أمركم الله به.
( حراسة الفضيلة ص ٦٣ - ٦٤)

الفائدة السادسة والعشرون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في نصائحه للمتزوجين:
وننصح الراغب في الزواج بحسن الاختيار، وأن يتقي الخرَّاجة الولَّاجة، التي تنتهز فرصة غيابه في أشغاله، للتجول في الطرقات، ويعرف ذلك بطبيعة نسائها، ونشأة أهل بيتها.
( حراسة الفضيلة ص٦٤)
وقال في ص ٧٨ و ص ٧٩ وص ٨٠:
حثَّ النبي ﷺ على تكثير الزواج، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة. رواه الإمام أحمد في مسنده.
وهذا يرشح الأصل المتقدم للفضيلة: (القرار في البيوت) لأن تكثير النسل غير مقصود لذاته، ولكن المقصود - مع تكثيره -صلاحه واستقامته وتربيته تنشيئته، ليكون صالحًا مصلحًا في أمته، وقرة عين لوالديه، وذكرًا طيبًا لهما بعد وفاتهما، وهذا لا يأتي من الخرَّاجة الولاَّجة)
وقال:
ولا يختلف المسلمون في مشروعية الزواج، وأن الأصل فيه الوجوب لمن خاف على نفسه العنت والوقوع في الفاحشة، لا سيما مع رقة الدين، وكثرة المغريات.)

وقال: ولذا استحب العلماء للمتزوج أن ينوي بزواجه إصابة السنة، وصيانة دينه وعرضه.)

وقال: ولأهميته قدّمه أكثر المحدثين والفقهاء على الجهاد، ولأن الجهاد لا يكون إلا بالرجال، ولا طريق لإيجادهم إلا بالزواج.)
وقال:
من أقوى العلل للإعراض عن الزواج: تفشي أوبئة السفور والتبرج والاختلاط، لأن العفيف يخاف من زوجة تستخف بالعفاف والصيانة، والفاجر يجد سبيلًا محرمًا لقضاء وطره، متقلبًا في بيوت الدعارة، نعوذ بالله من سوء المنقلب، فواجب لمكافحة الإعراض عن الزواج: مكافحة السفور والتبرج والاختلاط، وبهذا يُعلم انتظام الزواج لأصول الفضيلة.)

الفائدة السابعة والعشرون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
 إنَّ العِفَّة حِجَابٌ يُمزِّقُه الاختلاط، ولهذا صار طريقُ الإسلام التفريقَ والمباعدةَ بين المرأة والرجل الأجنبي عنها.
( حراسة الفضيلة ص ٦٥)

الفائدة الثامنة والعشرون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
حُرِّم الاختلاط سواء في التعليم أم العمل، والمؤتمرات، والندوات، والاجتماعات العامة والخاصة، وغيرها؛ لما يترتب عليه من هتك الأعراض، ومرض القلوب، وخطرات النفوس، وخنوثة الرجال، واسترجال النساء، وزوال الحياء، وتقلص العفة والحشمة، وانعدام الغيرة.
ولذا فإن أهل الإسلام لا عهد لهم باختلاط نسائهم بالرجال الأجانب عنهن، وإنما حصلت أول شرارة قدحت للاختلاط على أرض الإسلام من خلال المدارس الاستعمارية الأجنبية العالمية التي فتحت  أول مافتحت في بلاد الإسلام في لبنان.
(حراسة الفضيلة ص ٦٥)

الفائدة التاسعة والعشرون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
عُلِمَ تاريخيًّا أن التبذل والاختلاط من أعظم أسباب انهيار الحضارات، وزوال الدول، كما كان ذلك لحضارة اليونان والرومان.
(حراسة الفضيلة ص ٦٥)

الفائدة الثلاثون:
نقل الشيخ بكر كلامًا لابن القيم - رحمه الله - ومما جاء فيه:
ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة؛ واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنى، وهو من أسباب
الموت العام والطواعين المتصلة.
ولما اختلط البغايا بعسكر موسى، وفشت فيهم الفاحشة، أرسل الله عليهم الطاعون، فمات في يوم واحد سبعون ألفًا.
( حراسة الفضيلة ص٦٧)

الفائدة الواحدة والثلاثون:
( الفرق بين التبرج والحسور والسفور)
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -
التبرج أعم من الحسور والسفور، فالحسور خاص بكشف الرأس، والسفور خاص بكشف الغطاء عن الوجه، والتبرج: كشف المرأة وإظهارها شيئًا من بدنها أو زينتها المكتسبة أمام الرجال الأجانب عنها.
( حراسة الفضيلة ص٧٠)

الفائدة الثانية والثلاثون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -
قد دل الكتاب والسنة والإجماع على تحريم تبرج المرأة وهو: إظهارها شيئًا من بدنها أو زينتها المكتسبة التي حرم الله عليها أبداءها أمام الرجال الأجانب عنها، كما دل الكتاب والسنة والإجماع العملي على تحريم سفور المرأة وهو: كشفها الغطاء عن وجهها.
( حراسة الفضيلة ص٧١)
وذكر -رحمه الله - في ص ٧٣ أن أول التبرج كان عند انحلال الدولة العثمانية في عام ١٣٤٢ هـ

الفائدة الثالثة والثلاثون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -والتبرج يكون بـ:
              خلع الحجاب
              إظهار شيء من البدن
              إبداء شيء من الزينة المكتسبة كالملابس التي تحت الجلباب والعباءة
              بتثنيها في المشي وتبخترها وتكسرها أمام الرجال
              بالضرب بالأرجل ليُعلم ما تخفي من الزينة
              بالخضوع بالقول
              بالاختلاط بالرجال وملامسة أبدانهم ومزاحمتهم ومصافحتهم.        ( حراسة الفضيلة ص ٧١-٧٢ بتصرف وتلخيص)

الفائدة الرابعة والثلاثون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -
وليحذر المسلم من بدايات التبرج في محارمه، وذلك بالتساهل في لباس بناته الصغيرات بأزياء لو كانت على بالغات لكانت فسقًا وفجورًا، مثل إلباسها القصير، والضيق، والبنطال، والشفاف الواصف لبشرتها، إلى غير ذلك من ألبسة أهل النار، وفي هذا من من الإلف للتبرج والسفور، وكسر حاجز النفرة، وزوال الحياء، ما لا يخفى. فليتق الله من ولّاه الله الأمر.
( حراسة الفضيلة ص ٧٣)

الفائدة الخامسة والثلاثون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -
وتأمل هذا السر العظيم من أسرار التنزيل، وإعجاز القرآن الكريم، وذلك أن الله سبحانه لما ذكر في فاتحة سورة النور شناعة جريمة الزنى وتحريمها تحريمًا غائيًّا ، ذكر سبحانه - من فاتحتها إلى تمام ثلاث وثلاثين آية - أربع عشرة وسيلة وقائية تحجب هذه الفاحشة، وتقاوم وقوعها في مجتمع الطهر والعفاف، جماعة المسلمين.
( حراسة الفضيلة ص ٧٤)

الفائدة السادسة والثلاثون:
قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذينَ يُحِبّونَ أَن تَشيعَ الفاحِشَةُ فِي الَّذينَ آمَنوا لَهُم عَذابٌ أَليمٌ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾ [النور: ١٩]
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
وهذا الوعيد الشديد ينطبق على دعاة تحرير المرأة - في بلاد الإسلام - من الحجاب، والتخلص من الأوامر الشرعية الضابطة لها في عفتها وحشمتها وحيائها.
(حراسة الفضيلة ص ٧٥)

الفائدة السابعة والثلاثون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
إذا كانت الأم غير محتجبة ولا محتشمة، خرَّاجة ولَّاجة، متبرجة سافرة أو حاسرة، تغشى مجتمعات الرجال الأجانب عنها، فهده تربية فعليه للبنت على الانحراف!
(حراسة الفضيلة ص ٨٤ بتصرف يسير)

الفائدة الثامنة والثلاثون:
قال تعالى: ﴿فَجاءَتهُ إِحداهُما تَمشي عَلَى استِحياءٍ قالَت إِنَّ أَبي يَدعوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنا﴾ [القصص: ٢٥]
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
جاء عن  عمر - رضي الله عنه - بسندٍ صحيحٍ  أنه قال: جاءت تمشي على استحياء قائلةً بثوبها على وجهها، ليست بِسَلْفَعٍ من النساء ولَّاجةٍ خرَّاجةٍ) والسلفع من النساء: الجريئة السليطة، كما في تفسير ابن كثير - رحمه الله تعالى -.
وفي الآية أيضًا من الأدب والعفة والحياء، مابلغ بابنة الشيخ مبلغًا عجيبًا في التحفظ والتحرز، إذ قالت:  ﴿إِنَّ أَبي يَدعوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنا﴾ فجعلت الدعوة على لسان الأب، ابتعادًا عن الرَّيب والرِّيبة.
( حراسة الفضيلة ص ٨٩)

الفائدة التاسعة والثلاثون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
فمعاذ الله أن يمرَّ على السمع والبصر إعلان المنكر والمناداة به، وهضم المعروف والصدِّ عنه، ولا يكون للمصلحين منَّا في وجه هذا العدوان صوتٌ جهيرٌ بإحسان يبلغ الحاضر والباد، إقامةً لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي به يُنافَحُ عن الدين، ويُنصح للمسلمين عن التردي في هوة العابثين، وبه تُحرس الفضائل، وتُكبت الرذائل، ويؤخذ على أيدي السفهاء.
( حراسة الفضيلة ص ٩٣)
قلتُ: وفي هذا حثٌّ للعلماء وطلبة العلم خاصة ولعامة الناس في مدافعة التغريب، ودعوة المجون في بلاد الإسلام.

الفائدة الأربعون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
إذا خُلِع الحجاب عن الوجه فلا تسأل عن انكسار عيون أهل الغيرة، وتقلص ظل الفضيلة، وانتشار الرذيلة، والتحلل من الدين، وشيوع التبرج والسفور، والتهتك والإباحية بين الزناة والزواني، وأن تهب المرأة نفسها لمن تشاء.
( حراسة الفضيلة ص ٩٤)
قلتُ: والواقع الذي يشاهده الجميع من أعظم الشواهد على ذلك.

الفائدة الواحدة والأربعون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - عن دعاة الرذيلة كما في ص ٩٤ و ص ٩٥ :
وهؤلاء الرُّماة الغاشّون لأمتهم، المشؤومون على أهليهم وبني جنسهم، بل على أنفسهم، قد عظمت جراءتهم، وتلوّن مكرهم، بكلمات تخرج من أفمامهم، وتجري بها أقلامهم، ويتقحمون الفضائل، ويهونون من شأنها، ويسخرون منها ومن أهلها...
نعم قد كتب أولئك المستغربون في كل شؤون المرأة الحياتية، وخاضوا في كل المجالات العلمية، إلا في أمومتها وفطرتها وحراسة فضيلتها.)
وقال:
أمام هذا العدوان السافر على الفضيلة، والانتصار الفاجر للرذيلة، وأمام تجاوز حدود الله، وانتهاك حرمات شرعه المطهر، نبين للناس محذرين من دخائل أعدائهم: أن في الساحة أُجَرَاء مستغربين، ولهم أتباع أَجْراءُ - جمع جرو - من سذجة الفساق، أتباع كل ناعق، يُفوّقون سهامهم لاستلاب الفضيلة من نساء المؤمنين، وإنزال الرذيلة بهن، ويجمع ذلك كله قولُ الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُريدُ أَن يَتوبَ عَلَيكُم وَيُريدُ الَّذينَ يَتَّبِعونَ الشَّهَواتِ أَن تَميلوا مَيلًا عَظيمًا﴾ [النساء: ٢٧]

وقال عنهم في ص ١٠٢:
ولا نرى موضعًا صحيحًا لهؤلاء الجناة إلَّا جعلهم في محاضن التعليم لآداب الإسلام، تحت سياط المعلمين، ومؤدبي الأحداث.)

الفائدة الثانية والأربعون:
نقل الشيخ بكر عن الشيخ أحمد شاكر في بيان حال هؤلاء المجرمين، ومما نقله الشيخ أحمد شاكر، أنه نقل عن كامل كلياني تسميته لهم باسم عجيب!
إذ قال:
يسميهم أخونا النابغة الكبير كامل كلياني"المجدِّدينات")
قال الشيخ بكر في الحاشية:
"هكذا - والله - سمّاهم هذا الاسم العجيب، وحين سأله سائل عن معنى هذه التسمية، أجاب بجواب أعجب وأبدع: هذا جمع مخنث سالم! فأقسم له سائله أن اللغة العربية في أشد الحاجة إلى هذا الجمع في هذا الزمن!!" انتهى.
(حراسة الفضيلة ص ١٠٣)

الفائدة الثالثة والأربعون:
ذكر الشيخ بكر - رحمه الله - الحالة اللعينة التي وصلت لها بعض الدول الإسلامية التي جرت خلف (حرية المرأة) و (مساواة المرأة بالرجل) تحت عصا القانون المجرم الطاغوتي، حيث قال:
كما أعقب ذلك: تحديد النسل، ومنع تعدد الزوجات، وتبني غير الرشدة - اللقطاء - واتخاذ الخدينات، حتى بلغت الحال اللعينة أن من وجدت معه امرأة فادَّعى أنها صديقته أطلق سراحه، وإن أقرَّ أنها زوجة ثانية طُبِقَ بحقه القانون اللعين؟!!)
( حراسة الفضيلة ص ١٠٤)
قلتُ: وهذا مايريده زنادقة الليبرالية في بلد التوحيد، فمطالباتهم تبدأ بكشف الوجه ثم الإلحاد - قاتلهم الله -.

الفائدة الرابعة والأربعون:
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
فساد النساء سببه الأول: تساهل الرجال!)
(حراسة الفضيلة ص ١١٤)

الفائدة الخامسة والأربعون:
ذكر الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - خطة المجرمين في كافة المجالات، من الصفحة ٩٦ إلى الصفحة ٩٩ وأُلخِّصُها في التالي:
              في مجال الحياة العامة:
الدعوة إلى خلع الحجاب عن الوجه، والتخلص من الجلباب، وهذه دعوة بلسان الحال إلى خلع الحجاب عن جميع الجسد.
والدعوة إلى منابذة حجاب البيوت بالاختلاط في جميع مجالات التنمية، والاجتماعات واللجان والمؤتمرات والاحتفالات والنوادي.
والدعوة إلى فتح النوادي لهن، والأمسيات الشعرية والدعوة للجميع.
والدعوة إلى فتح المقاهي لهن وقيادتهن للسيارة، والدعوة إلى التساهل في المحارم والخلوة؛ والدعوة إلى قيامهن بالفن بأنواعه، وفتح أبواب الرياضة، وفتح المسابح.
              وفي مجال الإعلام:
تصويرها في الصحف والمجلات وخروجها على التلفاز مغنية وممثلة وعارضة ومذيعة، وعرض مكالمات خاضعة بالقول.
وترويج المجلات الهابطة فيها صور النساء الفاتنة، واستخدام المرأة في الدعاية والإعلان.
والدعوة إلى الصداقة بين الجنسين، وعرض صور القُبُلات والاحتضان بين الرجال والنساء.
              وفي مجال التعليم: الدعوة إلى التعليم المختلط في بعضها إلى الصفوف الدنيا منه، والدعوة لتدريس النساء الرجال والعكس، وإدخال الرياضة للبنات.
              وفي مجال التوظيف: الدعوة إلى توظيفها في كل المجالات، كالمتاجر والفنادق والطائرات، والوزارات والشركات؛ والدعوة إلى إنشاء مكاتب نسائية للسياحة والسفر والهندسة والتخطيط، وهذا يدعو لعملها في السباكة والكهرباء، وجعلها مندوبة مبيعات وجندية وسياسية، وتوظيفها في المحاكم الشرعية، وفتح أقسام نسائية في المحاكم. انتهى ملخصًا). قلتُ: اللهم سلم سلم، فكل ماذكر الشيخ يسيرون عليه اليوم، وطبَّقُوا أغلبه، فاللهم غوثك لعبادك.

الفائدة السادسة والأربعون:
ذكر الشيخ بكر - رحمه الله - تاريخ بداية دعاية تحرر المرأة وأصل نشأتها، وبداية دخولها في بلاد المسلمين، من الصفحة ١٠٥ إلى الصفحة ١١٥ وأُلَخِّصُها في التالي مرقمةً:
١ - النداء بتحرير المرأة تحت هاتين النظريتين: (حرية المرأة) و(مساواة المرأة بالرجل) ولدتا على أرض أوربة النصرانية في فرنسا، وكانت تعتبر المرأة مصدر المعاصي ومكمن السيئات والفجور، وجنسًا نجسًا يجتنب، ويحبط الأعمال!
هكذا نشر الرهبان هذا الموقف المعادي المتوتر من المرأة بينما هم مكمن القذارة في الجسد والروح ومجمع الجرائم الأخلاقية، ورجال الاختطاف للأطفال؛ لتربيتهم في الكنائس، وإخراجهم رهبانًا حاقدين، حتى تكاثر الرهبان، وكونوا جمعًا مهولا أمام الحكومات والرعايا!
فهذه المواقف الكهنوتية الغالية الجافية، سبب ردود الفعل للنظريتين، حتى وصلت أوروبا والأمريكتان وغيرهما من بلاد الكفر  إلى الإباحية والتهتك والإخلال بناموس الحياة، وصاروا مصدر الوباء الأخلاقي للعالم. 

٢ - تقدم أن نساء المؤمنين محجبات من عهد النبوة إلى منتصف القرن الهجري الرابع، وكانت أول شرارة قدحت لضرب الأمة الإسلامية هي في سفور نسائهم عن وجوههن، وذلك في أرض الكنانة مصر، حين بعث محمد باشا البعوث إلى فرنسا للتعلم، ومعهم واعظ البعوث: رفاعة الطهطاوي المتوفى سنة ١٢٩٠ هـ وبعد عودته بذر الدعوة الأولى لتحرير المرأة، ثم تابعه من المستغربين: النصراني مرقس فهمي الهالك سنة ١٣٧٤هـ وأحمد لطفي السيد الهالك سنة ١٣٨٢ هـ وهو أول من أدخل الفتيات بالجامعة مختلطات سافرات الوجوه، يناصره عميد التغريب: طه حسين الهالك سنة ١٣٩٣
وقد تولى كبر هذه الفتنة داعية السفور: قاسم أمين الهالك سنة ١٣٢٦هـ وقد حكم بعض العلماء بردّته، وساعد على هذا التوجه من البلاط الملكة: نازلي عبد الرحيم صبري، وقد تنصرت وارتدت عن الإسلام، ثم نفذ فكر قاسم أمين داعية السفور: سعد زغلول الهالك سنة ١٣٤٦ وشقيقه أحمد الهالك سنة ١٣٣٢
وظهرت الحركة النسائية عام ١٣٣٧ برئاسة هدى شعراوي الهالكة سنة ١٣٦٧ وأول اجتماعها في الكنيسة المرقصية!
وهي أول مسلمة رفعت الحجاب - نعوذ بالله من الشقاء - .
وخلعت زوجة سعد زغلول حجابها وهي التي تسمت باسمه بعد زواجها منه على طريقة الأوربيين!
وهكذا تتابع أشقياء الكنانة:
إحسان عبد القدوس، ومصطفى أمين، ونجيب محفوظ، وطه حسين، ومعم من النصارى: شبلي شميل وفرح انطون، يؤزهم في هذه المكيدة للإسلام وأهله الصحافة، ويساند هجومهم أمران: إسنادهم من الداخل، وضعف المقاومة من المصلحين!
هكذا صارت البداية المشؤومة للسفور في هذه الأمة.
٣ - ثم دبّت هذه الفتنة إلى العالم الإسلامي في سنوات قلائل كالنار في الهشيم، حتى أصدر الملحد أتاتورك الهالك سنة ١٣٥٦ قانونا بمنع الحجاب سنة ١٣٣٨ وبعد عشر سنوات صدر قرار بمنع تعدد الزوجات وغير ذلك!
وفي فترة قصيرة أصبحت المرأة التركية ترتدي أثواب السهرة العارية الكتفين والظهر! كما أنها لا تحجم عن ارتداء المايوه!

٤ - وفي عام ١٣٤٤ أصدر الهالك الرافضي رضا بهلوي قانونا بمنع الحجاب في إيران.
٥ - وفي أفغانستان أصدر محمد أمان قرارًا بإلغاء الحجاب.
٦ - وفي ألبانيا أصدر أحمد زوغوا قانونا بإلغاء الحجاب.
٧ - وفي تونس أصدر أبو رقيبة الهالك سنة ١٤٢١ قانونا بمنع الحجاب وتجريم تعدد الزوجات وتعرضه للعقوبة!
وكان هو الذي تولى كبرها ومعه: الطاهر الحداد وقد حكم عليه بالردة مفتيا المالكية.
ومات غير مشيّع إلا من أهله وعدد أصدقائه.
وحدث ولأول مرة في تونس أن خرجت امرأة سافرة وانتصبت مُحاضِرة في جمع من الرجال عام ١٩٢٤ م.
٨ - وفي العراق تولى كبرها الزهاوي والرصافي نعوذ بالله من حالهما.
٩ - وفي الجزائر عام ١٩٥٨ م سُخّر خطيب جمعة ينادي في خطبته بنزع الحجاب، ثم قامت فتاة جزائرية فنادت بالمكبر وخلعت الحجاب وخلع معها فتيات منظمات معها ورمين بالحجاب على الأرض!
١٠ - وفي المغرب الأقصى والشام انتشر السفور والتبرج والتهتك والإباحية على أيدي دعاة البعث والقومية، وذكر الشيخ الطنطاوي أسماء أشقيائها في كتابه: (الذكريات)
١١ - وفي الهند وباكستان كانت النساء على خير حال من الحشمة وفي سنة ١٣٧٠ بدأت حركة تحرير المرأة حتى بلغت هذه القارة من الحال ما لايشكى إلا إلى الله!!

وهكذا تحت وطأة سعاة الفتنة بالنداء بتحرير المرأة باسم الحرية والمساواة، آلت نهاية المرآة الغربية بداية للمرأة المسلمة في هذه الأقطار.
انتهى ملخصًا بتصرف.)

الفائدة السابعة والثامنة والتاسعة والأربعون والفائدة الخمسون والواحدة والخمسون
وصايا الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:

              على من بسط الله يده إصدار الأوامر الحاسمة للمحافظة على الفضيلة من عاديات التبرج والسفور والاختلاط، وكفُّ أقلام الرعاع السفوريين عن الكتابة، حماية للأمة من شرورهم، وإحالة من يسخر من الحجاب إلى القضاء الشرعي، ليطبق عليهم مايقضي به الشرع من عقاب.  وإلحاق العقاب بالمتبرجات لأنهن شراك للافتتان وهن أولى بالعقاب من الشاب الذي يتعرض لهن، إذ هي أغرته فَجَرَّتْه إلى نفسها.

              على العلماء وطلاب العلم بذل النصح والتحذير من قالة السوء، وتثبيت نساء المؤمنين على ماهن عليه من الفضيلة، وحراستها من المعتدين عليها، والرحمة بهن بالتحذير من دعاة السوء عبيد الهوى.

 - على كل من ولاه الله أمر امرأة من الأباء والأبناء والأزواج وغيرهم، أن يتقوا الله فيما وُلُّوا من أمر النساء، ويعملوا الأسباب لحفظهن من السفور والتبرج والاختلاط، والأسباب الداعية إليها ومن دعاة السوء.
وليعلموا أن فساد النساء سببه الأول: تساهل الرجال.

              على نساء المؤمنين أن يتقين الله في أنفسهن، ومن تحت أيديهن من الذراري، بلزم الفضيلة، والتزام اللباس الشرعي والحجاب بلبس العباءة والخمار، وأن لا يمشين وراء دعاة الفتنة وعشاق الرذيلة.

              ننصح هؤلاء الكتاب بالتوبة النصوح، وأن لا يكونوا باب سوء على أهليهم وأمتهم، وليتقوا سخط الله ومقته وأليم عقابه.

              على كل مسلم الحذر من إشاعة الفاحشة ونشرها وتكثيفها، وليعلم أن محبتها كما بينها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لا تكون بالقول والفعل فقط، بل تكون بذلك، وبالتحدث بها، وبالقلب، والركون إليها، وبالسكوت عنها.
( حراسة الفضيلة ص ١١٤ - ١١٥)

فهذه خاتمة الفوائد من هذا العالم الجليل، الغيور النبيل، أسأل الله أن ينفع بها، كما نفع بأصلها، وأن يجعل ماكتبناه خالصًا لوجهه الكريم.
وفي الختام لكل من يقرأ هذه الرسالة: إني داعٍ فأمنوا:

اللهم ياقوي ياعزيز، ياجبار يامتكبر، ياذا الجلال والإكرام، نسألك وأنت على كل شيء قدير، أن ترد كيد التغريبيين، ومكر العلمانيين، وخبث الليبراليين، اللهم إنهم جاهروا محادتهم، وأعلنوا إلحادهم، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم احفظ نساءنا ونساء المؤمنين، وجمّلهن بالستر والعفاف، والحجاب والخمار والجلباب، واقطع عنهن أطماع المفسدين، ووفق ولاة أمرنا وولاة أمر المسلمين لتحكيم شرعك على عبادك، وصدِّ عدوان المجرمين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:
مبارك بن خليفة بن محمد العساف.
ليلة الأربعاء ٢ / ٨ / ١٤٣٩ هـ