الثلاثاء، 19 مايو 2015

الركوع وبعض أحكامه.

الركوع وبعض أحكامه.
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلموا _ عباد الله_ أننا خُلقنا من أجل عبادة الله وحده لا شريك له،
فهي الغاية العظيمة من خلقنا؛
وإن من العبادات العظيمة الجليلة التي أمرنا بصرفها لله وحده لاشريك له:
(الركوع)
فالركوع عبادة جليلة، فيها ذل العبد لخالقه، وتعظيمه لربه سبحانه.
لذلك قال صلى الله عليه وسلم:
(وأما الركوع فعظموا فيه الرب)
قال العلامةُ ابن عثيمين:
(ليجتمع فيه التعظيم القولي والتعظيم الفعلي)
الشرح الممتع 87/3
صفة الركوع في الصلاة:
أخرج مسلمٌ في صحيحه من حديث أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق،
_رضي الله عنها وعن أبيها_
أنها قالت في وصف صلاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
(كان إذا ركع لم يشخصْ رأسه ولم يصوِّبه ولكن بين ذلك.)
لم يشخصه: لم يرفعه.
لم يصوبه: لم ينزله.
فكان رسولنا الكريم، يسوِّي ظهره في ركوعه.
ويضع المصلي كفيه على ركبتيه مفرجة الأصابع، كما جاءت بذلك السنة.
ولا يطبق يديه، بحيث يجعل باطن كفه بباطن كفه الآخر، ويجعلهما بين ركبتيه أو فخذيه،
فهذا كان مشروعًا في أول الأمر، ثم نُسِخَ بوضع اليدين على الركبتين مفرجتي الأصابع.
ويقول المصلي في ركوعه الذكر الواجب وهو: سبحان ربي العظيم. مرة واحدة.
وما زاد فهو سنة، وأدنى الكمال ثلاث.
ويستحب للمصلي أن يقول في ركوعه:
(سُبُّوح قدُّوس رب الملائكة والروح)
ويقول ايضا:
(سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)
وغيرها مما ورد وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن هل يجمع بينهما في الركوع؟
أم يقول هذه تارة وهذه تارة؟
قال العلامةُ ابن عثيمين
_رحمه الله_:
(هذا محل احتمال، وقد سبق القول أن الاستفتاحات الواردة لا تقال جميعا، إنما يقال بعضها أحيانًا وبعضها أحيانًا، وبيَّنَّا دليل ذلك،
لكن أذكار الركوع المعروفة تقال جميعا عند عامة العلماء.)
الشرح الممتع95/3
مسألة هل يشرع الدعاء في الركوع كما في السجود؟
قال بعض أهل العلم إنه يشرع الدعاء في الركوع مستدلِّين بقوله صلى الله عليه وسلم في الركوع: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)
فقالوا هذا دعاء، فعلى ذلك يشرع الدعاء في الركوع.
وقال آخرون: يشرع الدعاء الوارد فقط ولا يقال غيره؛
لأن الركوع مقام تعظيم وليس دعاء، لقوله صلى الله عليه وسلم:
( وأمَّا الركوع فعظموا فيه الرب)
والقول الثاني هو الأقرب والله أعلم،
وقد رجَّحه شيخُ الإسلام عبدالعزيز ابن باز _ رحمه الله تعالى _
تنبيهات مهمة:
١ - عند التكبير للركوع، فإن وقت نطقه يكون بين الركنين؛
فلا يكبر حال الوقوف ولا عند وصوله للركوع، بل يكون التكبير بين الوقوف وبين وصوله للركوع.
فعلى الأئمَّةِ أن يراعوا هذه المسألة، لأن تكبيرهم في حال الوقوف خصوصًا، يوقع المصلين في مسابقة الإمام!
والإمام ضامن، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٢ - الانحناء أثناء السلام.
سبق القولُ بأنَّ الركوعَ عبادةٌ وذلٌّ لله، مع التعظيم له سبحانه،
والركوع هو الانحناء، فلايجوز للمسلم أن ينحني لغير الله عز وجل لسببين
الأول: جاء عند الترمذي وحسنه العلامة الألباني وقال عنه العلامة ابن باز:
في سنده ضعف وله شواهد.
(أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يلقى أخاه هل ينحني له؟ فقال: لا.)
الثاني: أنَّ الانحناءَ نوعٌ من التعظيم، وهو من جنس الركوع الذي لا يصرف إلا لله سبحانه،
فلا يجوز الانحناء لأيِّ أحدٍ كائنًا مَن كان، لا في الجد، ولا في الهزل.
ولا يدخل في هذا الحكم النزولُ والانحناءُ من أجل تقبيل رأس والدٍ، أو قدير، أو سلام على قصير قامة، أو نحوه، فإنه لابأس به مالم يقصد التعظيم كما أفتى بذلك الإمام ابن باز  - رحمه اللهُ -
وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وكتبه:
مبارك بن خليفة العساف

تنبيه على رسالة: (رؤية الراتبين بسدير)

تنبيه على رسالة:
(رؤية الراتبين بسدير)
انتشرت هذه الرسالة في وسائل التواصل، وهذا نصها:
عاجل:
تم رؤية الراتبين في منطقة سدير وغدا اليوم الاول للصرف .. جعلها الله
راتبين خير وبركة وعم بنفعها ارجاء البلاد.

انتهت الرسالة المتداولة.
و هذا الرد عليها مختصرًا:
هذه الرسالة خطيرة لا يجوز نشرها وتداولها، لأن فيها سخرية بشعيرة من
شعائر الله عز وجلَّ، وهي:
رؤية الهلال.

قال اللَّهُ تعالى:
﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا
نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ
تَسْتَهْزِؤُونَ• لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
وقال النبيُّ:
(إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً،
يرفعه الله بها في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا
يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم
))
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنكم محاسبون، عن كل ما تكتبون، فانتهبوا
وأحسنوا الكتابة، قبل أن يصبيكم عذاب الله، ولا تنفع حينها الندامة.
أحببت التنبيه، نصحا للخلق، ومعذرة إلى رب الخلق.
وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه:
مبارك بن خليفة العساف.
١٩ / ٤ / ١٤٣٦هـ


رفع راية الموحدين، ودحر باطل المرجئة المنحرفين. بيان موجز من فضيلة الشيخ: عبدالله بن صالح القصير. _حفظه الله ورعاه _


أما بعد.

فقد منّ الله علينا في هذه البلاد المباركة، بعلماء ربانيين، سلكوا سبيل المتقين، وهدي المصلحين، فحفظوا لنا بحفظ الله الدين.
ومن هؤلاء الكرام:
فضيلة العلامة:
عبدالله بن صالح القصير
_
متع الله به_

ففي عصر يوم السبت 9/8/1435

التقينا مع فضيلته، وقد كان اللقاء ماتعاً مفيداً؛
فوائده عظيمة، ونصائحه جليلة.

ومما قاله شيخنا في هذه الفوائد،
ماتكلم به عن الإرجاء المعاصر، في قولهم: (الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ثم لا يكفرون تارك عمل الجوارح)
فقال _حفظه الله ورعاه _:

((
هؤلاء يقصدون بالعمل عمل القلب وعمل اللسان فقط، وهذه نحلة خبيثة، ومكر من أعداء الدين؛

وإثباتهم للعمل كإثبات الأشاعرة لصفة الكلام،
وعند التحقيق يعنون به الكلام النفسي
!))
انتهى النقل عن فضيلته.

وقد قرأت عليه (نص كلامه)، فأذن بنشره وبثه، نفع الله به.

وقد حضر ونظر وسمع هذه الجلسة النافعة:
علي بن فايز بن علي الشهري.
وأحمد بن حمد بن محمد الفارس.

قلت:
فيا أسود السنة، حافظوا على عقيدتكم، وانصروا دين ربكم، ولايصدنَّكُم تشنيُع المشِّنعين، وتلبيسُ الملبِّسين؛
فهاهم العلماء يصرِّحون بخبثِ هذا القول المنكر، وعظيم جرمه في الدين.
والله ناصر دينه وأوليائه
.

وصلى الله على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتبه:
مبارك بن خليفة العساف.
عصر السبت
9/8/1435
من هجرة النبي

فوائد منتقاة، من كلام ابن الجوزي في نصح الولاة.




فوائد منتقاة، من كلام ابن الجوزي في نصح الولاة.




فإنَّ المنهجَ الصحيحَ الذي تدلُّ عليه الأدلة، وآثار سلف الأمة، في نصح الولاة، واضح  وصريح لمن أنار الله بصيرته، وشرح صدره وأحسن سريرته،
وملخص منهج أهل السنة في طريقة النصح:
أن تكون النصيحة سرية ويُراعى فيها الأسلوب الحسن؛
ولا تجوز المجاهرة بها، إلا بشرطين ذكرهما أهلُ العلم وهما:

الأول: أن تكون بين يديه.
الثاني: أن تراعى فيها المصلحة المحضة أو الراجحة.
وفي هذا المقال القصير، أنقل بعضَ ماذكره العلامة ابن الجوزي _رحمه الله_ في كتابه:
(
عطفُ العلماءِ على الأمراء والأمراء على العلماء)
في كيفية النصح للولاة، وكيفية التعامل معهم؛
وإن كان الكتاب تطرق لمسألة الدخول على السلاطين بنوعيه الممدوح والمذموم وساق في ذلك الآثار، عن سلفنا الأخيار؛
فقد اقتصرت على الفوائد المتعلقة بالنصح؛
ولم أذكر الآثار؛ قصدًا مني للاختصار.

فأسأل الله أن ينفع المؤلف والناقل والقارئ.
فأقول مستعينًا بالله:

الفائدة الأولى:
قال ابن الجوزي _رحمه الله _ عمَّا ورد من أحاديث وآثار في ذمِّ الدخول على السلطان -وقد ذكرها في كتابه-:
أما الأحاديث المرفوعة فلا تصح، وأما كراهية السلف، فإنهم تكلموا على الغالب، والغالب على الداخل على السلطان الفتنة؛ إما بإبدال النصح بالمدح لنيل شيء من الحطام، أو بالسكوت عن إنكار منكر يمكن الكلام فيه، أو بالتلهف على فوات الدنيا إذا رآها عندهم.

الفائدة الثانية:
قال _رحمه الله _: 
ومع إعلامي لك بأن موعظة الجبار الجائر جهاد، فأولى عندي التلطف، وإن كانت المبارزة بالتذكير جائزة؛ وإنما اخترت التلطف، لأن التشديد لايكاد ينفع، (والتلطف قد ينفع)، خصوصًا في حق الملوك.قلت: انظر _يارعاك الله_
في قوله:(والتلطف قد ينفع)
وذلك لأن النصح بالتلطف قد لاينفع، وهذا يفيد أنه ليس من لازم النصح الصحيح قبول النصيحة من المنصوح!
فكيف النصح بالشدة والطريقة المخالفة فإنه أولى بعدم القبول
!
فتأمل!!

الفائدة الثالثة:
قال _رحمه الله_:
ومن الغلط تكليمهم كتكليم العوام، فإن الرئاسة لها سكرة، وقد علمنا الحق عز وجلَّ التلطف بقوله تعالى:(فقولا له قولاً لينا)
ثم بينه بقوله تعالى:( هل لك إلى أن تزكى)
فأخرجه مخرج السؤال لا الأمر لمكان تجبره
.

الفائدة الرابعة:
قال _ رحمه الله _ :
ولتكن الموعظة للسلطان في خلوة، ولو كانت في مكتوب لكانت أصلح.
ولا ينبغي أن يفتح له مافيه خلاف بين الفقهاء، ولتكن موعظته إشارة لا تصريحًا، ممزوجةً بذكر ثواب العدل، وليدرج التخويف بألطف إشارة، وليحذر منكافالمخاطبة، أو من التطويل في الكلام، وليبالغ في استعمال الأدب، وليظهر أني أُذَكّرُ، ولا أُعَلّمُ
لأن السلطان يرى بتقدمه التقدم في كل شيء
.

قلت: وهذا الكلام يراد منه قبول النصيحة، مهما أمكن من أسلوب لا يخرج به إلى المحذور.

وأما قوله:(ولا ينبغي أن يفتح له مافيه خلاف بين الفقهاء)
فهو محمول على الخلاف السائغ، لا الخلاف المعارض للدليل، فإنه يبين الصواب للسلطان بالطريقة الشرعية.

الفائدة الخامسة:
ذكر العلامةُ ابن الجوزي قصة له مع أحد السلاطين وهي كما يرويها:
ولقد قلت لأمير المؤمنين المستضيئ بأمر الله يوماً:
يا أمير المؤمنين، إن تكلمتُ خفتُ منك، وإن سكتُ خفتُ عليك، وأنا أُقدّمُ خوفي عليك -لمحبتي لك- على خوفي منك؛
إن الله عز وجلَّ لم يجعل أحداً فوقك، فلا ترض أن يكون أحد أشكر له منك، التلمح التلمح لأفعال الثواب، فإنه متى فسدت الجوارح لم يؤمن تعدي الفساد إلى القلب
.

قلت:
وفي هذا بيان للعمل بالعلم،
فقد طبق الشيخُ ماذكره من طريقة في النصح والوعظ للولاة

الفائدة السادسة:
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ :
فإذا تلمح الواعظ أن الموعظة تنفق عند السلطان انبسط بالموعظة، وإلا ورّى وتلطف، أو ترك
.
الفاِئدة السابعة:
قال ابنُ الجوزي _ رحمه الله _ :
فقد تنخل بما ذكرته أن السلاطين ثلاثة:
عادل تابع للحق، فإعانة هذا واجبة، والتردد إليه عبادة؛
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد السلاطين، وأبو بكر كان سلطانا، وعمر وعثمان وعلي
.

ثم ذكر أثراً.. 
ثم قال:
والثاني
:
سلطان يعمل بالصوابِ ويعمل بالخطأ؛ فينبغي أن ينبه ويذكر على قدر قبوله للصواب، ويتلطف معه بالمكتوبات إليه، والإشارة على ماسبق بيانه.
والثالث:
سلطان يغلب عليه الجور، ويندر منه الصواب؛ فقد بينت وجه الإقدام على الإنكار على هذا، وأمرت بالتلطف مهما أمكن؛ واجتناب مثل هذا لازم إلا إذا أمكنت التذكرة، فإذا أمكنت فهي أفضل الأعمالِ.

قلت: هذه نُقولٌ ثمينةٌ عن العلامة ابن الجوزي، في نصح الولاة، وليس هذا منهجه وحده فقط! 
بل هذا منهج أهل السنة في طريقةِ النصحِ للولاة
.

فهل سيقول المتحزبون الناقدون لطريقة أهل السنة والجماعة في المناصحة إن ابن الجوزي كان جامياً، أو كان بلاط السلاطين،
كما يرمى به أهل السنة اليوم من قبل الحزبيين، بنبزهم عندما يقررون المعتقد الصحيح، والمنهج القويم، بأنهم جامية، أو غلاة طاعة، أو غيرها من ألقاب يقصد بها التنفير عن أهل الحق.

فكأنهم يعيبون دين الله!!
لأن المنهجَ السليم في النصح قد شرعه ربُنا، وبينه رسولُنا،
فعلى من تنقمون أيها المفتونون؟!!

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
وصلى الله على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم
.

وكتبه:
مبارك بن خليفة العساف
ليلة السبت 7/4/1435

دفع افتراءِ الريس علىٰ الإمامِ المجددِ!

دفع افتراءِ الريس علىٰ الإمامِ المجددِ!



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين. أما بعد.
فإن دعوة المجددِ رحمه الله قد تجاذبها أناسٌ قد غلو في التكفير بغير حق، وأناسٌ قد غلو في منع التكفير بحق؛ وأهل السنة المتبعون للدليل، المحكمون له، قد قرروا ماقرره أئمةُ الدعوة من نبذ الطائفتين، والإنكار على الفرقتين، وقرروا التكفير بحق، لأنه شطر كلمة التوحيد.
ومن العجب: فقد سمعت مقطعاً لعبد العزيز بن ريس الريس، يرد فيه على تهجم حاتم العوني على دعوة الإمام المجدد -رحمه الله-وانتقاده لكتاب: "الدرر السنية" واتهامه الباطل له بالغلو في التكفير!
لأنه لايناسب حالته، التي يحاول فيها -حاتم العوني- إرهاب أهل التوحيد من تكفير من كفره الله ورسوله، من زنادقة الاتحادية، وعباد القبور، ونحوهم!
ولكن أهل السنة ماضون في سبيلهم المستقيم، وطريقهم القويم، ولن يضرهم مايتفوه به المناوئون لدعوة التوحيد.
وقد أفسد الريس في رده على العوني فساداً عريضاً، وذلك:بنسبته للإمام المجدد أنه لا يكفر جهال المشركين إلاَّ بعد التعريف!!
وهذا محض افتراء على الإمام المجدد -رحمه الله- ولي مع هذه المقالة، وقفات:
الوقفة الأولى: أنَّ ما استدل به عبدالعزيز الريس من كلام المجدد، أنه لايكفر من عبد قبر البدوي وعبدالقادر لجهلهم وعدم من ينبههم؛ قد بينه أئمةُ الدعوة السلفية من أحفاده رحمهم الله وغيرهم من الأئمة.

فقد قال الشيخان عبدالله وإبراهيم ابنا الشيخ عبداللطيف والشيخ سليمان بن سحمان -رحمهم الله تعالى-: (وأما قوله - عن الشيخ محمد، رحمه الله- إنه لا يكفر من كان على قبة الكواز ونحوه، ولا يكفر الوثني حتى يدعوه، وتبلغه الحجة، فيقال : نعم؛ فإن الشيخ محمداً رحمه الله، لم يكفر الناس ابتداءً إلاَّ بعد قيام الحجة والدعوة، لأنهم إذ ذاك في زمن فترة، وعدم علم بآثار الرسالة، ولذلك قال: لجهلهم وعدم من ينبههم، فأما إذا قامت الحجة، فلا مانع من تكفيرهم وإن لم يفهموها.)

[ الدرر السنية 10/ 434-435]

فانظر - رعاك الله - إلى قول هؤلاء الأئمة، فقد بينوا سبب عدم تكفيرهم ابتداءً، لأنهم في زمن فترة، ومعلوم حكم أهل الفترة.فأين كلام الريس من كلام هؤلاء العلماءِ الرَّبانيين؟!

وهنا أيضًا نقلٌ للعلامةِ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه الله - وهو حقيقةً مناسبٌ لحال الريس، ومن يلف لفه، ممن يدعي الانتساب إلى دعوة الإمام المجدد وينسب إليه زورا وبهتانا، عدم تكفير المشرك المعين إلاَّ بعد التعريف! فيقول رحمه الله كما في رسالته القيمة "حكم تكفير المعين": ((فقد بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدعي العلم والدين، وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبدالوهاب أن من أشرك بالله، وعبد الأوثان، لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه...إلى أن قال رادا عليهم ومشبها لهم بما يستحقونه بقصة حصلت للإمام المجدد قال رحمه الله: وذكر الذي حدثني عن هذا أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن مستدلهم فقال: نكفر النوع ولا نعين الشخص إلاَّ بعد التعريف، ومستندنا ما رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد قدس الله روحه، على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكواز وعبد عبدالقادر من الجهال لعدم من ينبه!
فانظر ترى العجب ثم اسأل الله العافية وأن يعافيك من الحور بعد الكور؛ وما أشبههم بالحكاية المشهورة عن الشيخ رحمه الله، أنه ذات يوم يقرر على أصل الدين ويبين ما فيه ورجل من جلسائه لا يسأل ولا يتعجب ولا يبحث حتى جاء بعض الكلمات التي فيها ما فيها فقال الرجل: ماهذه كيف ذلك؟ فقال الشيخُ : قاتلك الله؛ ذهب حديثنا منذ اليوم، لم تفهم ولم تسأل عنه، فلما جاءت هذه السقطة عرفتها، أنت مثل الذباب لا يقع إلاَّ على القذر، أو كما قال))
ثم أخذ الشيخُ إسحاق يرد عليهم بكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وسأذكر بعضاً من كلام المجدد في الوقفة الثانية.
فانظر - رعاك الله - إلى قول من يقول: نكفر النوع ولا نعين الشخص إلاَّ بعد التعريف، ومستندهم كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب، أنه لا يكفر من عبد قبر البدوي وعبدالقادر لجهلهم وعدم من ينبههم؛ فهو عين كلام الريس!
وانظر إلى تشبيه العلامة إسحاق لهم، أنهم كالذباب لا يقع إلاَّ على القذر!

الوقفة الثانية: قرر عبد العزيز الريس تقريراً طيباً وهو: أن العالم يجمع كلامه، ليعلم منهجه.
ونحن نقول للريس: هل جمعت كلام الإمام المجدد في هذه المسألة، حتى تعرف منهجه؟!

أم أنك كما قال العلامةُ إسحاق بن عبدالرحمن -رحمه الله - : كالذباب لا يقع إلاَّ على القذر!
كحال حاتم العوني وأضرابه!؟

فكلامُ المجددِِ في كتبه ورسائله بينٌ واضحٌ في تكفير المعين المشرك، كما في مفيد المستفيد، وكشف الشبهات، وكتاب التوحيد، وغيرها.

وهذه بعض النقول عن هذا الإمام، التي تبطل ماذهب إليه الريس، ومن كان على طريقه ومسلكه.

قال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - :(فمن عبد الله ليلاً ونهاراً، ثم دعا نبياً، أو وليا عند قبره، فقد اتخذ إلهين اثنين، ولم يشهد أن لا إله إلاَّ الله، لأن الإله هو المدعو، كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير، أو عبد القادر، أو غيرهما، وكما يفعل عند قبر زيد وغيره..الخ)

[ الدرر السنية 10-61 ]

فهذا نصٌ صريحٌ، في كفر من عبد قبر عبد القادر ونحوه، يهدم شبهة من تعلق بكلام الشيخ، الذي استدل به عبدالعزيز الريس -هداه الله-.

وقال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: ( فلما رأوني آمر الناس بما أمرهم به نبيهم ﷺ، أن لا يعبدوا إلاَّ الله، وأنَّ من دعا عبد القادر فهو كافر؛ وعبد القادر منه بريء، وكذلك: من نخا الصالحين أو الأنبياء، أوندبهم، أو سجد لهمْ، أو نذر لهمْ، أو قصدهم بشيءٍ من أنواع العبادة...الخ)

[ الدرر السنية 1 - 75 ]
وهنا تصريحٌ صريحٌ، بكفر من دعا عبدالقادر، ونحوه.
فأين الريس عنه؟!

وقال الإمامُ المجددُ -رحمه الله -:(ولكن أقطع: أنَّ كفر من عبد قبة أبي طالب، لا يبلغ عشر كفر المويس وأمثاله..الخ)

[ الدرر السنية 10 - 116 ]


وقال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -:
(ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ،
ﺇﻟﻰ ﺍلإ‌ﺧﻮﺍﻥ،
ﺳﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ. ﻭﺑﻌﺪ، ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﺤﺪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻭﺃﻧﻜﻢ ﺷﺎﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ، ﻫﻞ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ؛ ﻛﻴﻒ ﺗﺸﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺿﺤﺘﻪ ﻟﻜﻢ ﻣﺮﺍﺭﺍ؟
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄ ﺑﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ، ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺧﻔﻴﺔ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ، ﻓﻼ‌ ﻳﻜﻔﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺮﻑ؛
ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺿﺤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺣﻜﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻤﻦ ﺑﻠﻐﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﻹ‌ﺷﻜﺎﻝ، ﺃﻧﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﻊ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﺃﻡ ﺗﺤﺴﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﻭ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﺇﻥ ﻫﻢ ﺇﻻ‌ ﻛﺎﻷ‌ﻧﻌﺎﻡ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺃﺿﻞ ﺳﺒﻴﻼ﴾ ‌ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻧﻮﻉ، ﻭﺑﻠﻮﻏﻬﺎ ﻧﻮﻉ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻓﻬﻤﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ، ﻭﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﺒﻠﻮﻏﻬﺎ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻫﺎ.ﺇﻥ ﺃﺷﻜﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻗﻮﻟﻪﷺ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ: ﴿أينما ﻟﻘﻴﺘﻤﻮﻫﻢ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻫﻢ﴾، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﺷﺮ ﻗﺘﻠﻰ ﺗﺤﺖ ﺃﺩﻳﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ﴾،ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﻳﺤﻘﺮ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻣﻊ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺸﺪﺩ ﻭﺍﻟﻐﻠﻮ ﻭﺍﻻ‌ﺟﺘﻬﺎﺩ، ﻭﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻫﺎ.ﻭﻛﺬﻟﻚ: ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﻓﻴﻪ، ﻭﺗﺤﺮﻳﻘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺗﻼ‌ﻣﻴﺬ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻣﻊ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﻢ ﻭﺻﻼ‌ﺗﻬﻢ ﻭﺻﻴﺎﻣﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ!ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻏﻼ‌ﺓ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻭﺷﺪﺓ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ، ﻭﻛﻮﻧﻬﻢ ﻳﺤﺴﺒﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﺻﻨﻌﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﺮﻫﻢ ﻷ‌ﺟﻞ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ.))

[ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ 244-245]

فهذا النقل من أوضح الكلام وأصرحه!

وقال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بعد أن ذكر صفة إشراك الأولين الذين قاتلهم رسول اللهﷺ: (فإذا عرفت هذا؛ وعرفت: أنَّ دعاءهم الصالحين، وتعلقهم عليهم، أنهم يقولون: مانريد إلاَّ الشفاعة، وأنَّ النبيﷺ قاتلهم ليخلصوا الدعاء لله، ويكون الدين كله لله؛ وعرفت: أن هذا التوحيد، الذي أفرض من الصلاة والصوم، "ويغفر الله لمن أتى به يوم القيامة، ولا يغفرُ لمن جهله،"ولو كان عابدا، ...الخ)

[ الدرر السنية 2 -77 ]

وشاهدنا قوله: ولا يغفرُ لمن جهله.

وقال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في رسالته لابن سحيم: (ولكن أنت رجل جاهل، مشرك، مبغض لدين الله. ..الخ)

[ الدرر السنية 10 - 39 ]

وقال الإمامُ المجددُ في "كشف الشبهات": (فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهل، فلا يعذر بالجهل وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى الله. .الخ)


وقال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في مسائل كتاب التوحيد، في الباب السادس "باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه" قال رحمه الله: الثالثة: أنه لم يعذر بالجهالة.

فهذه بعض النقول عن هذا الإمام -رحمه الله -، التي تبين منهجه الموافق لأهل السنة والجماعة، في هذا الباب العظيم، فكيف يؤخذ بكلام مجمل، خرجه العلماء بعدة تخريجات، وعدة احتمالات، ويترك الكلام المحكم في كل المواضع؟!
نسأل الله العافية.

قال العلامةُ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن -رحمه الله- في رسالته "تكفير المعين " بعد أن ساق جملة من أقوال المجدد في تكفير المعين المشرك: (فيا لله العجب كيف يترك قول الشيخ في جميع المواضع، مع دليل الكتاب والسنة، وأقوال شيخ الإسلام وابن القيم، كما في قوله: من بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة.
ويقبل في موضع واحد مع الإجمال. انتهى)

قلتُ: إنه الهوى إذا تمكن في القلب، صرف صاحبه عن الحق.فاللهمّ لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا.

الوقفة الثالثة: إنَّ الرد على اتهام حاتم العوني للدرر السنية بالغلو في التكفير، لا يقابل ولا يرد بما قابل ورد به الريس، بنسبته إلى الإمام المجدد عدم تكفير المعين المشرك إلاَّ بعد التعريف!
فإن هذا رد لطعن حاتم العوني بطعن آخر في دعوة الإمام المجددِ!
وفيه: التعريض بأن عدم عذر المشركين في أصل التوحيد، يعتبر غلوا في التكفير!!
وعلى هذا: فإن الإمام محمد بن عبدالوهاب عنده غلو في التكفير، لأنه لا يعذر المشركين في أصل التوحيد!
ويشمل علماء الملة، الذين يقررون هذا المعتقد الصحيح، بل هذا يشمل عقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الباب، الذي أجمع العلماءُ عليه!
فلا يقابل الاتهام بالتكفير، بتقرير نقيض التكفير وهو: الإرجاء!

فالتكفير بحق حقٌ، وإن ذمنا الأعداءُ بذلك، فهو تزكيةٌ لنا.

هذا ردٌ مختصرٌ، أردتُ به بيان الحق للخلق، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.


كتبه:
مباركُ بن خليفة العساف.
الأحد 26 ذو القعدة 1435هـ