الخميس، 27 ديسمبر 2018

التنبيه على دعاء: (استودعكم الله من شر الحوادث والفواجع.) الذي يقال عند كل إجازة!!

التنبيه على دعاء: (استودعكم الله من شر الحوادث والفواجع.)
الذي يقال عند كل إجازة!!

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:


ينتشر هذا الدعاء عند كل إجازة، بهذا اللفظ أو بلفظ مقارب له:

"استودعكم الله من شر الحوادث والفواجع.
اللهم اجعلها إجازة لا يضيق لنا فيها صدر، ولا يخيب لنا فيها أمر.
واجعل لنا فيها بكل خطوة توفيقًا واجرًا..
اللهم وأتم علينا إجازتنا بخير وسعادة"


قلتُ: هذا الدعاء السابق عليه ملاحظتان،
الأولى:
أن تخصيص وقت الإجازات بدعاء معين ينشر في كل إجازة، أمرٌ مُحْدَثٌ لا دليل عليه؛ إذا إن الدعاء عبادة لله، فتخصيص لفظ معين ووقت معين من غير دليل يعتبر بدعة في الشرع.
وقد قال النبيﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. أخرجاه.

الثانية:
أن هذا الدعاء يبعث في النفوس التشاؤم من السفر في الإجازة، أو التنزه فيها، إذ جعلوها وقت الوفيات والحوادث!
وهذا نوعٌ من التشاؤم بالزمن، وقد أثَّرت هذه في نفوس بعض الناس، فصار يتحرج من السفر والتنزه المباحين وقت الإجازة، خشية الحوادث!
وهذا توهم غير صحيح، سببه مثل هذه الرسائل وأمثالها.
فالنَّاس تتنزه وتسافر يوميًّا، وفي كل وقت، ولا علاقة للإجازة بالحوادث، فالحوادث قدر الله تقع في الإجازات وفي غيرها.

وليس عدم السفر أو الذهاب للتنزه المباح في الإجازة من جملة اتخاذ الأسباب، لأن الإجازة لا علاقة لها بذلك، بل إن الامتناع خوفًا يدخل في جملة التشاؤم.
ولكن اتخاذ الأسباب مثالها: لو كان الجو ممطرًا، أو كانت الرياح شديدة، ونحو ذلك من الأسباب الحسية، فهذا يُعتبر سببًا يُمْتَنع بسببه من الذهاب، لأنَّه من جملة اتخاذ الأسباب.
وخلاصة القول:
لا علاقة للإجازة بالحوادث، ولا بالفواجع، فمن عزم على سفر مباح، ونزهة مباحة، فلا يمنعه تشاؤمه خوف الحوادث والفواجع، ومن لم يعزم سفرًا فليس من لازم الإجازة السفر.
وعلى المسافر والمتنزه الحرص على الأوراد الشرعية الخاصة بالسفر والأحاديث العامة التي يدخل فيها التنزه، كدعاء النزول في المكان وغيرها؛ فهي حصن للمسلم.

والله أعلم وأحكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

🖋وكتبه:
مبارك بن خليفة بن محمد العساف.

عصر الخميس ٢٠ / ٤ / ١٤٤٠ هـ