الرَّدُّ
على عبارة: صلّوا على من بكى شوقا للقياكم.
﷽
أما
بعد:
فإنَّه
تنتشر في وسائل التواصل خصوصًا ليلة الجمعة ويوم الجمعة هذه العبارة:
صلو
على من بكى شوقاً لـ لقياكم.)
والرد
على هذه العبارة ونحوها:
إنَّه
لم يثبت عن النَّبيِّﷺ لفظ الاشتياق والبكاء، وإنما ثبت عنه ﷺ أنَّه ودّ لو رأى
إخوانه.
فأما
لفظ الاشتياق فجاء بأسانيد لم تصح كما عند ابن عساكر في تاريخه والقشيري في رسالته
وغيرهما، فهي أسانيد فيها من هو متهم بالكذب.
وأما
لفظ البكاء فلم يرد عنهﷺ.
وأما
الثابت عنهﷺ فهو مارواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ :
أتَى
الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ،
وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ . وَدِدْتُ أَنَّا
قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا . قَالُوا : أَوَ لَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ
: أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ .
فَقَالُوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ ؟ فَقَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ
بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ، أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ قَالُوا : بَلَى
يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ
الْوُضُوءِ ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ
عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ ، أُنَادِيهِمْ : أَلا هَلُمَّ ،
فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا.
فهذا
الثابت عنهﷺ وليس فيه أنَّه بكى، وليس فيه لفظ الاشتياق.
والله
أعلم، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:
مبارك
بن خليفة بن محمد العساف.
الجمعة
٤ / ٤ / ١٤٣٩ هـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
ردحذف