﷽.
أما بعد:
فقد سمعت
المغامسي في لقاء له ملأه من المغالطات والتلبيسات، التي لا يسع الرد عليها في هذا
المقال المختصر،
يقول مُدلسًا: لا يوجد دليل نصي على إغلاق المحلات وقت الصلاة!!
وهذه عادته في التشكيك في أمور الدين، والتلبيس على المسلمين، فهو
وإن ادعى أنه مع إغلاقها، إلا أن تلبيسه وتدليسه بأنه لا يوجد نص! يكفي في تهوينه
لهذه المسألة، فكأنه يريد نصًّا بهذا اللفظ: (أغلقوا المحلات وقت الصلاة!!)
وهذا لاشك
يدل على فهمٍ سقيم، وهوى متبع!
وهو من يدعي فهم القرآن وتفسيره، وما أبعده عن فهم القرآن!
وهذه أدلة صريحة في هذه المسألة لو كان يعقل، ولستُ أريد الاستقصاء
والإطالة، ولكن هذا من الرد المختصر، والمفيد المعتبر.
فنقول له:
يقول الله تعالى:
﴿يا
أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا نودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا
إِلى ذِكرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيعَ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾
فهذه الآية صريحة في ترك البيع وقت الصلاة، فإن قالوا هذا في الجمعة
فقط!
فنقول: هذه في كل الصلوات من باب الأولى، ولذلك لأن الأمر هنا لحضور
الخطبة والاستماع لها وبعدها الصلاة، فمن باب أولى الصلوات الخمس التي هي أعظم من
الاستماع للخطبة.
وقال تعالى:
﴿في بُيوتٍ
أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيهَا اسمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فيها
بِالغُدُوِّ وَالآصالِ رِجالٌ لا تُلهيهِم تِجارَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَّهِ
وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ يَخافونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ
وَالأَبصارُ ﴾
ذكر الله
عز وجل صفات الرجال المؤمنين، بأنهم لا تلهيهم التجارة ولا اللهو عن ذكر الله وعن
الصلاة والزكاة، وهم يفعلون ذلك خوفًا من يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار، فدل على
أن الذين تلهيهم التجارة واللهو عن الصلاة في المساجد لا يخافون يوما تتقلب فيه
القلوب والأبصار، وهذا لا يكون إلا في أمر محرم.
ولذلك كان السلف يغلقون حوانيتهم عند الصلاة استجابة لأمر الله.
ثالثًا:
مما جاء في السنة الأمر بالنداء للصلاة.
فما معنى النداء؟!!
عندما يقول المؤذن:
الله
أكبر..
حيَّ على
الصلاة ..
حيَّ على
الفلاح ..
ما معنى
هذا النداء؟؟؟؟
الله أكبر
من كل شيء، من تجارة، من لهو، من كل شيء، فمقتضاه الإقبال والاستجابة فورًا.
حيَّ على
الصلاة: هلموا وأقبلوا على هذه الصلاة.
حيَّ على
الفلاح: هلموا وأقبلوا على فلاحكم، فلا فلاح مع عدم الإقبال عليها.
فالله يأمر عباده بالإقبال وهم يخالفون باللهو والتجارة!!
هل هذا يليق بمسلم؟!!
فألفاظ
الأذان لها معنى، وليست من الألغاز والأحاجي، وليست مجرد كلامٍ يُردد فقط!
فلو قلنا
بعدم وجوب الاستجابة لهذا النداء، لكان النداء لغوًا لا فائدة منه!
وحاشا
وكلا!
والأدلة
كثيرة جدا، بالنص والاستنباط، وعمل السلف، وقد كتب في ذلك أهل العلم كثيرًا، وأفتى
بالإغلاق أئمة الهدى، ومصابيح الدجى.
فلا يغرنكم
المغامسي وتلبيسه، وتشكيكاته وتدليسه، والله المسؤول بأن يكفي المسلمين شر كل ذي
شر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه أجمعين.
🖋مبارك بن خليفة بن محمد العساف.
ليلة الأربعاء ٥ / ٤ / ١٤٤٠ هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق