﷽
أما بعد:
فقد رأيتُ في بعض المقابر تعليق لوحات كُتِبت عليها أدعية
زيارة المقابر، وهذه بدعة مُنكرة، ووسيلة إلى ما هو أخطر منها، لأن التساهل في بدع
المقابر يجرُّ إلى الاعتقادات الباطلة التي تصل إلى الشرك، ولذلك جاء النهي عن
تسريج وتجصيص ورفع القبور، من أجل أن لا يقع الناس في محذور الغلو، الذي يوصلهم
إلى الشرك.
وما وقع الشرك في البشرية إلا بسبب التصوير والغلو في قبور
الصالحين.
ولذلك فإن التساهل في بدع المقابر نذير شر، وفتح بابٍ
للشيطان.
وكتابة الأدعية على جدران المقابر منكر في ذاته، ووسيلة إلى
شرور أخرى، وهو عمل مردود على صاحبه.
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله
عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ
عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ."
رواه البخاري ومسلم واللفظ
له.
وهذه فتاوى علمائنا الكبار
في هذه المسألة:
قالت اللجنة الدائمة للإفتاء
برئاسة الإمام ابن باز في الفتوى رقم: (٢٠٤٨٠):
" المشروع هو تعليم
الناس الأدعية والآداب في الدروس والخطب وغيرها، ومن ذلك: أحكام دخول المقابر،
وكيفية السلام على موتى المسلمين، وأمَّا كتابةُ صيغة السلام في لوحات، وتعليقها
على جدران المقابر، فهذا لم يكن من عمل السلف الصالح، فلا يُفعل".
وسُئل الإمام ابن باز - رحمه
الله -:
ما حكم كتابة دعاء دخول
المقبرة عند بوابة المقبرة؟
فأجاب:
"لا أعلمُ لهذا أصلاً،
وقد نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الكتابة على القبر، ويُخشى أن تكون الكتابة
على جدار المقبرة وسيلة إلى الكتابة على القبور".
مجموع الفتاوى (١٣ / ٢٤٤)
وبهذا نعلم أن كتابة هذه الأدعية على جدران المقابر منكر
يجب إزالته، وتنبيه من وقع فيه، وأن هذا وزرٌ
وليس أجرًا، ومنكر وليس معروفًا.
والله أعلم وأحكم، وصلى الله
وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: مبارك بن خليفة بن
محمد العساف.
الاثنين ٧ / ٧ / ١٤٤١هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق