الثلاثاء، 19 مايو 2015

بين العلماء والسفهاء في زمن الفتن





أما بعد.
قال تعالى وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)
وأولوا الأمر: هم أهل السياسة من الأمراء، وأهل الرأي السديد من العلماء
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( البركة مع أكابركم )
وفي هذا الحديث بيانٌ لفضلِ الكبار.

?إخواني في الله..
إنَّ لُزومَ العلماءِ الرَّبانيين الذين رسخت أقدامُهم في العلم
هو مِن تقوى الله عزَّ وجلَّ؛
لأنَّ الله أمرنا بذلك،
خاصَّةً في زمن الفتن المُدْلَهِمَّةِ، والنوازل المُلِمَّةِ، 

التي فيها أمنُ الناس وخوفهم؛

?فمَن أراد النَّجاةَ لنفسه فعليه بالرجوع لهم، خاصة في الفتن!

فإنها ديانةُ لله، وفطنٌة وكياسةٌ، وفقهٌ في الدين.

?ومَن تأمَّل تاريخَ المسلمين عرف أن الفتن لا يُشعلها إلا صنفان من الناس:
الأول: أعداء الإسلام من الكفار أجمعين.
الثاني: مَن قلَّ نصيبُه علمًا وديانةً،
وهذا يشمل الجهلَة السفهاء، وأهل البدع والأهواء.

?وما يطفئ نارَ الفتن إلا الرجوعُ للكتاب والسنة،
وفيهما أصلان يندرج تحتهما ماسواهما
وهما:
لزوم جماعة المسلمين،
ولزوم العلماء الربانيين.

?وقد حدث في زماننا ماحدث في سابق الأزمان، من فتن هوجاء أكلت الأخضر واليابس في الديار التي وقعت فيها،
وتسارع إلى الفتن الجهال والغوغاء، وأهل الفساد والأهواء، فأفتوا بغير علم، وتكلموا بالهوى، وسموا الأمور بغير اسمها، وزخرفوا القول في تزيين باطلها، 

وكما قيل:
في زُخرفِ القول تزييٌن لباطلهِ
والحقُّ قد يعتريهِ سوءُ تعبيرِ

?فغروا الناس بحلو البيان، وشقشقة اللسان، فضَلُّوا وأضلُّوا.

?بينما العلماء الكبار بيَّنوا بعلمٍ، ونصحوا بفهمٍ، وسكتوا بحلمٍ؛ 
وعلى رأسهم إمام أهل السنة ومقدمهم، شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان
الذي بين ونصح، وأفتى بعلم راسخ، ورأي رشيد، وقول سديد؛

?فلَمْ يعجب الأغرارَ ماقاله الإمامُ، فشنوا حربهم الشعواء، بلا خوف من الله ولا حياء من خلق الله، 
فوصفوا عالِمَ الأمة بما أنزل الله في المنافقين ونزلوها عليه، ففجروا في الخصام، وخالفوا هديَ خير الأنام، 
فلا عجب 
إنهم سفهاء الأحلام.

?وبعد أن شاهد الجميع صدق ماقال إمامُنا، واتَّضح ماكان يخفى على الكثير، سارع القائلون على الله بغير علم الطاعنون في العلماء إلى القول بما قاله شيخنا الفوزان!
بعد أن طعنوا فيه، قالوا بقوله!! 
ولكنهم لم يقولوا بفضله، وعُمق نظره، وقوة بصيرته، ولم يعترفوا بفساد تقولهم، وقبح منهجهم، وضلال قولهم..
فسبحان من كشف حقيقتهم، وأظهر النصر لأوليائه، وعز شرعه ودينه..

فيا أهل العقول السليمة، هل بقي لديكم شك في ضلال القوم المتصدرين للفتوى وليسوا لها بأهل ؟
هل بقي لديكم ما تأملون من هؤلاء خيرًا؟
بعد أن جروا للأمة الويلات، وأوقعوهم في الأزمات، وطعنوا في العلماء الثقات، ثم تنصلوا مما قالوا!!
?فليس لذي لُبٍّ سليٍم أن يغترَّ بهؤلاء بعد أن كشفهم الله في هذه الفتن بشكل واضح للعيان، بعد أن كان حالُ بعضِهم خافيًا على الكثير.

?وماحدث فيه حكمة من الله بظهور فضل العلماء الربانيين وكشف عوار القوم الضالين من الدعاة المشتهرين،

وفيه تنبيه للغافلين عن العلماء أن يتنبهوا،
وتشجيع للملازمين أن يستمرُّوا؛ 

?فالواجب بعد البيان، لزوم غرز العلماء، والأخذ بهديهم، وعكف الرُّكَبِ عندهم،
?فالله سبحانه بذلك أمر، ولا يأمر إلا بما فيه الخير المحض، أو الخير الراجح؛

فلزوم العلماء سلامة، والبعد عنهم ندامة

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وكتبه:
مبارك بن خليفة العساف


ليلة السبت
1435/3/9هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق