سلسلة الفوائد العلمية المختصرة
بسم الله الرحمن الرحيم.
كلمة( آمين) بعد الفاتحة
في الصلاة، معناها وأحكامُها.
أوَّلاً: كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقولها ويمدُّ بها صوته ويقولها الصحابة حتى يضجَّ المسجدُ من صوتهم،
وذلك في الصلاة الجهرية،
وأما السِّرية فيسرُّ بها ولايجهر لعدم وُرودِ ذلك عن نبينا صلى الله عليه وسلم.ومعنى
آمين: اللهُمَّ استجِبْ.ومناسبة قولها أنها جاءتْ بعد دعاءٍ عظيٍم في سورة الفاتحة،
فكان من المناسب أن يُؤمِّنوا على هذا الدعاء!
ثانيا: حكم قولها للإمام والمأموم والمنفرد
قولُها سُنَّة للإمام
والمنفرد والمأموم في السرية والجهرية على الصحيح.
ثالثًا:
فضلها: جاء في الحديث (إذا أمَّن الإمامُ فأمِّنوا، فإنه مَن وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة، غُفر
له ماتقدَّم من ذنبه) متفق عليه من حديث أبي هريرة
رابعاً: وقت نطقها للإمام والمأموم والمنفرد.
فأمَّا الإمامُ والمنفردُ
فلا إشكالَ في وقتِ قولهما لها، فإنهما ينطقان بها بعد: (ولا الضالين)
وأما المأموم في الجهرية
فقد اختلف العلماء في وقت قوله لها على قولين:
القول الأول: يقولها بعد أن يفرغَ الإمامُ من التأمين؛
واستدلُّوا بقولِ الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أمَّن الإمامُ فأمِّنوا)
ووجهُ الاستدلال عندهم:
أنَّ هذا الحديث كقوله
صلى الله عليه وسلم إذا كبَّر الإمامُ فكبِّروا
فلا يُكبِّر المأموم إلا
بعد تكبير الإمام، وكذلك التأمين فلا يؤمن حتى يؤمِّنَ الإمام.
والقول الثاني:
أنه يقولها بعد قول الإمام: (ولا الضالين)
لقوله صلى الله عليه وسلم
فإذا قال: ولا الضالين فقولوا: آمين.
وأجابوا عن الحديث الذي استدلَّ به أصحاب القول الأول
أن الحديث الثاني مفسِّر له، وأصرح منه، وأحاديث النبي صلى الله عليه
وسلم تفسِّر بعضها بعضا،
فيكون معنى الحديث الأول: إذا شرع الإمام في التأمين، فكونوا معه.
وهذا القول رجَّحه من
المعاصرين العلامة ابن باز، والعلامة ابن عثيمين، وشيخنا العلامة الفوزان، وغيرهم.
وهذا القول هو الراجح
والله أعلم.
تنبيه:
بعض المأمومين ينطق ب(آمين) قبل أن ينتهيَ الإمام من
(ولا الضالين)
وهذا نوعٌ من مسابقة الإمام،
كما نبَّه على ذلك العلامة ابن عثيمين رحمه الله.
وصلى الله وسَّلم على
نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
✒️كتبه مبارك بن خليفة العساف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق