دفع افتراءِ الريس علىٰ الإمامِ المجددِ!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبيِّنا
محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين. أما بعد.
فإن دعوة المجددِ رحمه الله قد تجاذبها أناسٌ قد غلو في التكفير بغير
حق، وأناسٌ قد غلو في منع التكفير بحق؛ وأهل السنة المتبعون للدليل، المحكمون له،
قد قرروا ماقرره أئمةُ الدعوة من نبذ الطائفتين، والإنكار على الفرقتين، وقرروا
التكفير بحق، لأنه شطر كلمة التوحيد.
ومن العجب: فقد سمعت مقطعاً لعبد العزيز بن ريس الريس،
يرد فيه على تهجم حاتم العوني على دعوة الإمام المجدد -رحمه الله-وانتقاده لكتاب:
"الدرر السنية" واتهامه الباطل له بالغلو في التكفير!
لأنه لايناسب حالته، التي يحاول فيها -حاتم العوني- إرهاب أهل
التوحيد من تكفير من كفره الله ورسوله، من زنادقة الاتحادية، وعباد القبور،
ونحوهم!
ولكن أهل السنة ماضون في سبيلهم المستقيم، وطريقهم القويم، ولن يضرهم
مايتفوه به المناوئون لدعوة التوحيد.
وقد أفسد الريس في رده على العوني فساداً عريضاً، وذلك:بنسبته للإمام
المجدد أنه لا يكفر جهال المشركين إلاَّ بعد التعريف!!
وهذا محض افتراء على الإمام المجدد -رحمه الله- ولي مع هذه المقالة،
وقفات:
الوقفة الأولى: أنَّ ما استدل به عبدالعزيز الريس من
كلام المجدد، أنه لايكفر من عبد قبر البدوي وعبدالقادر لجهلهم وعدم من ينبههم؛ قد
بينه أئمةُ الدعوة السلفية من أحفاده رحمهم الله وغيرهم من الأئمة.
فقد قال الشيخان عبدالله وإبراهيم ابنا الشيخ عبداللطيف والشيخ
سليمان بن سحمان -رحمهم الله تعالى-: (وأما قوله - عن
الشيخ محمد، رحمه الله- إنه لا يكفر من كان على قبة الكواز ونحوه، ولا يكفر الوثني
حتى يدعوه، وتبلغه الحجة، فيقال : نعم؛ فإن الشيخ محمداً رحمه الله، لم يكفر الناس
ابتداءً إلاَّ بعد قيام الحجة والدعوة، لأنهم إذ ذاك في زمن فترة، وعدم علم بآثار
الرسالة، ولذلك قال: لجهلهم وعدم من ينبههم، فأما إذا قامت الحجة، فلا مانع من
تكفيرهم وإن لم يفهموها.)
[ الدرر السنية 10/ 434-435]
فانظر - رعاك الله - إلى قول هؤلاء الأئمة، فقد بينوا سبب عدم
تكفيرهم ابتداءً، لأنهم في زمن فترة، ومعلوم حكم أهل الفترة.فأين كلام الريس من
كلام هؤلاء العلماءِ الرَّبانيين؟!
وهنا أيضًا نقلٌ للعلامةِ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه
الله - وهو حقيقةً مناسبٌ لحال الريس، ومن يلف لفه، ممن يدعي الانتساب إلى دعوة
الإمام المجدد وينسب إليه زورا وبهتانا، عدم تكفير المشرك المعين إلاَّ بعد
التعريف! فيقول رحمه الله كما في رسالته القيمة "حكم تكفير المعين": ((فقد بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدعي العلم والدين، وممن هو
بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبدالوهاب أن من أشرك بالله، وعبد الأوثان، لا يطلق
عليه الكفر والشرك بعينه...إلى أن قال رادا عليهم ومشبها لهم بما يستحقونه بقصة
حصلت للإمام المجدد قال رحمه الله: وذكر الذي حدثني عن هذا أنه سأله بعض الطلبة عن
ذلك وعن مستدلهم فقال: نكفر النوع ولا نعين الشخص إلاَّ بعد التعريف، ومستندنا ما
رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد قدس الله روحه، على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة
الكواز وعبد عبدالقادر من الجهال لعدم من ينبه!
فانظر ترى العجب ثم اسأل الله العافية وأن يعافيك من
الحور بعد الكور؛ وما أشبههم بالحكاية المشهورة عن الشيخ رحمه الله، أنه ذات يوم
يقرر على أصل الدين ويبين ما فيه ورجل من جلسائه لا يسأل ولا يتعجب ولا يبحث حتى
جاء بعض الكلمات التي فيها ما فيها فقال الرجل: ماهذه كيف ذلك؟ فقال الشيخُ :
قاتلك الله؛ ذهب حديثنا منذ اليوم، لم تفهم ولم تسأل عنه، فلما جاءت هذه السقطة
عرفتها، أنت مثل الذباب لا يقع إلاَّ على القذر، أو كما قال))
ثم أخذ الشيخُ إسحاق يرد عليهم بكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب،
وسأذكر بعضاً من كلام المجدد في الوقفة الثانية.
فانظر - رعاك الله - إلى قول من يقول: نكفر النوع ولا
نعين الشخص إلاَّ بعد التعريف، ومستندهم كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب، أنه لا
يكفر من عبد قبر البدوي وعبدالقادر لجهلهم وعدم من ينبههم؛ فهو عين كلام الريس!
وانظر إلى تشبيه العلامة إسحاق لهم، أنهم كالذباب لا
يقع إلاَّ على القذر!
الوقفة الثانية: قرر عبد العزيز الريس تقريراً طيباً
وهو: أن العالم يجمع كلامه، ليعلم منهجه.
ونحن نقول للريس: هل جمعت كلام الإمام المجدد في هذه المسألة، حتى
تعرف منهجه؟!
أم أنك كما قال العلامةُ إسحاق بن عبدالرحمن -رحمه الله - : كالذباب
لا يقع إلاَّ على القذر!
كحال حاتم العوني وأضرابه!؟
فكلامُ المجددِِ في كتبه ورسائله بينٌ واضحٌ في تكفير المعين المشرك،
كما في مفيد المستفيد، وكشف الشبهات، وكتاب التوحيد، وغيرها.
وهذه بعض النقول عن هذا الإمام، التي تبطل ماذهب إليه الريس، ومن كان
على طريقه ومسلكه.
قال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - :(فمن عبد الله ليلاً ونهاراً، ثم دعا نبياً، أو وليا عند
قبره، فقد اتخذ إلهين اثنين، ولم يشهد أن لا إله إلاَّ الله، لأن الإله هو المدعو،
كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير، أو عبد القادر، أو غيرهما، وكما يفعل عند
قبر زيد وغيره..الخ)
[ الدرر السنية 10-61 ]
فهذا نصٌ صريحٌ، في كفر من عبد قبر عبد القادر ونحوه، يهدم شبهة من
تعلق بكلام الشيخ، الذي استدل به عبدالعزيز الريس -هداه الله-.
وقال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: ( فلما رأوني آمر الناس بما أمرهم به نبيهم ﷺ، أن لا يعبدوا
إلاَّ الله، وأنَّ من دعا عبد القادر فهو كافر؛ وعبد القادر منه بريء، وكذلك: من
نخا الصالحين أو الأنبياء، أوندبهم، أو سجد لهمْ، أو نذر لهمْ، أو قصدهم بشيءٍ من
أنواع العبادة...الخ)
[ الدرر السنية 1 - 75 ]
وهنا تصريحٌ صريحٌ، بكفر من دعا عبدالقادر، ونحوه.
فأين الريس عنه؟!
وقال الإمامُ المجددُ -رحمه الله -:(ولكن
أقطع: أنَّ كفر من عبد قبة أبي طالب، لا يبلغ عشر كفر المويس وأمثاله..الخ)
[ الدرر السنية 10 - 116 ]
وقال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -:
(ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ،
ﺇﻟﻰ ﺍلإﺧﻮﺍﻥ،
ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ. ﻭﺑﻌﺪ، ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ
ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﺤﺪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻭﺃﻧﻜﻢ ﺷﺎﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ،
ﻫﻞ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ؛ ﻛﻴﻒ ﺗﺸﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺿﺤﺘﻪ ﻟﻜﻢ ﻣﺮﺍﺭﺍ؟
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ،
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄ ﺑﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ، ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺧﻔﻴﺔ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ، ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮ ﺣﺘﻰ
ﻳﻌﺮﻑ؛
ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺿﺤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺣﻜﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻓﺈﻥ
ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻤﻦ ﺑﻠﻐﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ، ﺃﻧﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﺑﻴﻦ
ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﻊ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ
ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﺃﻡ ﺗﺤﺴﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﻭ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﺇﻥ ﻫﻢ ﺇﻻ ﻛﺎﻷﻧﻌﺎﻡ ﺑﻞ
ﻫﻢ ﺃﺿﻞ ﺳﺒﻴﻼ﴾ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻧﻮﻉ، ﻭﺑﻠﻮﻏﻬﺎ ﻧﻮﻉ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻓﻬﻤﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ،
ﻭﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﺒﻠﻮﻏﻬﺎ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻫﺎ.ﺇﻥ ﺃﺷﻜﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻗﻮﻟﻪﷺ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ:
﴿أينما ﻟﻘﻴﺘﻤﻮﻫﻢ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻫﻢ﴾، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﺷﺮ ﻗﺘﻠﻰ ﺗﺤﺖ ﺃﺩﻳﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ﴾،ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ،
ﻭﻳﺤﻘﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻣﻊ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺸﺪﺩ
ﻭﺍﻟﻐﻠﻮ ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ، ﻭﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻫﺎ.ﻭﻛﺬﻟﻚ:
ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﻓﻴﻪ، ﻭﺗﺤﺮﻳﻘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ،
ﻣﻊ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﻢ ﻭﺻﻼﺗﻬﻢ ﻭﺻﻴﺎﻣﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ!ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻏﻼﺓ
ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻭﺷﺪﺓ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ، ﻭﻛﻮﻧﻬﻢ ﻳﺤﺴﺒﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﺻﻨﻌﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ
ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﺮﻫﻢ ﻷﺟﻞ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ.))
[ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ 244-245]
فهذا النقل من أوضح الكلام وأصرحه!
وقال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بعد أن ذكر
صفة إشراك الأولين الذين قاتلهم رسول اللهﷺ: (فإذا
عرفت هذا؛ وعرفت: أنَّ دعاءهم الصالحين، وتعلقهم عليهم، أنهم يقولون: مانريد إلاَّ
الشفاعة، وأنَّ النبيﷺ قاتلهم ليخلصوا الدعاء لله، ويكون الدين كله لله؛ وعرفت: أن
هذا التوحيد، الذي أفرض من الصلاة والصوم، "ويغفر الله لمن أتى به يوم
القيامة، ولا يغفرُ لمن جهله،"ولو كان عابدا، ...الخ)
[ الدرر السنية 2 -77 ]
وشاهدنا قوله: ولا يغفرُ لمن جهله.
وقال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في رسالته
لابن سحيم: (ولكن أنت رجل جاهل، مشرك، مبغض لدين
الله. ..الخ)
[ الدرر السنية 10 - 39 ]
وقال الإمامُ المجددُ في "كشف الشبهات": (فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد
يقولها وهو جاهل، فلا يعذر بالجهل وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى الله. .الخ)
وقال الإمامُ المجددُ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في مسائل
كتاب التوحيد، في الباب السادس "باب من الشرك
لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه" قال رحمه الله: الثالثة: أنه
لم يعذر بالجهالة.
فهذه بعض النقول عن هذا الإمام -رحمه الله -، التي
تبين منهجه الموافق لأهل السنة والجماعة، في هذا الباب العظيم، فكيف يؤخذ بكلام
مجمل، خرجه العلماء بعدة تخريجات، وعدة احتمالات، ويترك الكلام المحكم في كل
المواضع؟!
نسأل الله العافية.
قال العلامةُ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن -رحمه الله- في رسالته
"تكفير المعين " بعد أن ساق جملة من أقوال المجدد في تكفير المعين
المشرك: (فيا لله العجب كيف يترك قول الشيخ في جميع
المواضع، مع دليل الكتاب والسنة، وأقوال شيخ الإسلام وابن القيم، كما في قوله: من
بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة.
ويقبل في موضع واحد مع الإجمال. انتهى)
قلتُ: إنه الهوى إذا تمكن في القلب، صرف صاحبه عن
الحق.فاللهمّ لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا.
الوقفة الثالثة: إنَّ الرد على اتهام حاتم العوني للدرر
السنية بالغلو في التكفير، لا يقابل ولا يرد بما قابل ورد به الريس، بنسبته إلى
الإمام المجدد عدم تكفير المعين المشرك إلاَّ بعد التعريف!
فإن هذا رد لطعن حاتم العوني بطعن آخر في دعوة الإمام المجددِ!
وفيه: التعريض بأن عدم عذر المشركين في أصل التوحيد، يعتبر غلوا في
التكفير!!
وعلى هذا: فإن الإمام محمد بن عبدالوهاب عنده غلو في التكفير، لأنه
لا يعذر المشركين في أصل التوحيد!
ويشمل علماء الملة، الذين يقررون هذا المعتقد الصحيح، بل هذا يشمل
عقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الباب، الذي أجمع العلماءُ عليه!
فلا يقابل الاتهام بالتكفير، بتقرير نقيض التكفير وهو: الإرجاء!
فالتكفير بحق حقٌ، وإن ذمنا الأعداءُ بذلك، فهو تزكيةٌ لنا.
هذا ردٌ مختصرٌ، أردتُ به بيان الحق للخلق، والله
الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِه
أجمعين.
كتبه:
مباركُ بن خليفة العساف.
الأحد 26 ذو القعدة 1435هـ
يا شيخنا لست متمرساً في النت
ردحذفكتبت تعليق ولم يظهر وهذا إعادة له للمرة الثالثة
كتب سؤال ولكني لم أره فلعل المتصفع أخطأ أو أنا لم أختر النشر وهذا سؤالي مرة ثانية :
ألا يُقال أن الجهل على ضربين :
الأول : جهل لا يعذر صاحبه فإذا وقع في الكفر كفرناه ولو كان جاهلاً ولا كرامة
والثاني : جهل يعذر صاحبه فإذا حصل منه كفر فلا نكفره حتى نبين له ذلك بياناً يفهمه أمثاله ؟
فمن كان في دار الإيمان أو قدر على العلم ورفع الجهل عن نفسه ولم يفعل فهذا إذا وقع في الكفر نكفره ولو كان جاهلاً ولا يعذر بالجهل
والجهل الذي يعذر صاحبه وهو من كان بعيداً عن دار الإيمان وعن أهل العلم ولم ييسر الله له من يعلمه كمن في أدغال أفريقيا مثلا فهل مثل هذا إذا وقع في الكفر يُكفّر بعينه أو لا ؟؟
فهل من كان على هذا المعتقد مرجئ أم على منهج أهل السنة والجماعة ؟؟؟؟؟
الذي يعذر بجهله الذي لم يبلغه العلم، ولم يسمع القرآن، ولم تقم عليه الحجة الرسالية، وهذا هو المنقطع الذي لا يسمع شيئًا، فيعذر هنا بجهله لقوله تعالى:
حذفوما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.
ولكن في الحكم الدنيوي: فإن الاسم يتناوله، فهو مشرك وكافر، يعامل معاملة المشركين، فلا نصلي عليه، ولا نستغفر له ..الخ
ويكون عذره عند الله في الآخرة كحال أهل الفترات.
ولشيخنا العلامةِ صالح الفوزان بيان في موقعه في الرجوع إليه فائدة وهذا رابطه :
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13210
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف