الثلاثاء، 19 مايو 2015

رد على عنوان بجريدة اليوم:(الحميمين يغسل الشرقية )

رد على عنوان بجريدة اليوم:(الحميمين يغسل الشرقية)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فقد اطلعني أحد الفضلاء على عنوان مخالف في التوحيد منشور في "جريدة اليوم" يوم الجمعة
٢٩ / ٥ / ١٤٣٦هـ 
والعنوان هو:
(الحميمين يغسل الشرقية)
ثم قال كاتبه: أبى موسم الحميمين الخلاص إلاَّ أن يروي عطش المنطقة الشرقية من الأمطار، رغم تأخرها، حيث شهدت المنطقة خلال اليومين أمطارا متفرقة...الخ
والرد على كاتب هذا العنوان والسطور بما يلي:
أولاً : يقول اللهُ تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
فالله سبحانه هو الذي ينزل الغيث، وليس أحدٌ ينزله غيره
- سبحانه وتعالى -، فالنسبة تكون إليه لا إلى غيره، وهذه عقيدة أهل التوحيد.
ثانيًا : هذا العنوان وهذه السطور التي كتبها الصحفي، هي: كلمات كفرية، لأنها نسبة المطر لغير منزله والمتصرف فيه، وهو: اللهُ؛ بل نسبها الكاتب إلى: "موسم الحميمين" الذي لا تصرف له ولا سبب، وهذا محرم ولا يجوز ونسبة للنعمة لغير المنعم.
فالحميمين لا يروي وليس سببا لذلك؛ فنسبة المطر إليه محرم وكفر.
قال شيخنا العلامةُ الإمامُ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه اللهُ - مبينًا أن الأنواء ليست مؤثرةً  ولا سببًا : ((
تطلع الأنواء ولا يحصل مطر، ويحصل المطر في غير طلوع الأنواء، فيحصل المطر في أي وقت شاءه الله، وهذا شيءٌ مشاهد، أن المطر ينزل في جميع الأحيان، ولا يتقيد بظهور النجم.))
[ إعانة المستفيد ٢ / ٣٢ ]
فنسبة المطر للكواكب والأنواء والمواسم والنجوم ليس أمرًا هينًا،
فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما:
﴿عن زيد بن خالد الجهني -رضي اللهُ عنه- قال : صلَّى لنا رسول الله
 صلاة الصبح بالحديبية على إِثْر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: ( هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمَّا من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب.﴾
قال شيخنا العلامةُ الإمامُ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه اللهُ - :
((
وقد فصل العلماءُ حكم ذلك فقالوا: إن اعتقد أن النجم هو الذي يوجد المطر، فهذا كفر أكبر، وشرك أكبر مخرج من الملة.
وأما إذا اعتقد أن المطر ينزل بأمر الله وبتقدير الله سبحانه، ولكنه نسبه إلى النجم، أو الطالع أو الغارب من باب المجاز أو السببية - كما يقولون - فهذا كفر أصغر، و شرك أصغر، لكنه وسيلة إلى الشرك الأكبر، لأن الله لم يجعل النجوم سببًا في نزول الأمطار، وإنما الأمطار تنزل بأمره سبحانه وتعالى، فالأمطار  إنما تنزل بأمره وبسبب رحمته سبحانه وتعالى، كما دلت على ذلك آيات كثيرة من القرآن:﴿فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ﴾، ﴿ونزلنا من السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾، ﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ
﴾.))
[ إعانة المستفيد ٢ / ٢٥ ]
فعلى الكاتب وأصحاب الجريدة أن يتوبوا من هذا العنوان والسطور التي كتبها الصحفي، لأنها مخلة بالتوحيد، والمسلم يرجع للحق ولا غضاضة عليه في ذلك؛
قال الإمام ُالعلامة ُسليمان بن سحمان -رحمه اللهُ -:
((
وليس في الرجوع إلى الحق، غضاضة على مريد الحق والإنصاف.))
[ الدرر السنية ٣ / ٣٦٢ ]
ويجب تبيين ذلك في الصحيفة نفسها، لأنه منكر شاهده الكثير من قراء الجريدة، قال تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
ومن هنا يجدر التنبيه إلى أمرين:
الأول: تجب العناية بالتوحيد دراسةً وتعلمًا وتعليمًا، وعدم الزهد في هذا العلم الضروري الذي لا يسع مكلفًا جهله، فهو حق الله على العبيد.
الثاني: على أهل العلم إن رأوا منكرًا أن ينكروه، ويبينوا للناس دين الله؛ وأعظم منكر يجب بيانه والتحذير منه: الشرك بنوعيه ووسائله؛ فإن الميثاق على أهل العلم في بيانه والتحذير منه شديد وعظيم، والحمل عليهم كبير إن فرطوا.
هذا رد مختصرٌ، أردت به بيان الحق للخلق، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه :
مبارك بن خليفة العساف.
ليلة السبت ٢٩ / ٥ / ١٤٣٦هـ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق