الثلاثاء، 19 مايو 2015

وقفة مع التصويت على أفضلِ قبيلةٍ!

وقفة مع التصويت على أفضلِ قبيلةٍ!

اعلموا - عبادَ الله - أننا خُلقنا من أجلِ عبادة الله وحده لا شريك له، فهي الغايةُ العظيمةُ مِن خلقنا؛ ولم نخلق من أجل التعاظم والتفاخر، لا بالنسب ولا بالحسبِ، ولا الأموالِ ولا غيرِها.
?وإنَّ أعظمَ ما يُشعل نارَ الفرقة، ويفتح بابَ الشر،
هو المناداةُ بدعوى الجاهلية!
?وقد ساءني ماشهدت في رسالتين نُشرتا في وسائل التواصل، يُدعى فيها إلى ماذا..؟!!
يُدعى فيها إلى الشر والفرقة، وإحياء سُنن الجاهلية العمياء، 
من دعوةٍ للتصويت على أفضل قبيلة بالمملكة والرسالة الأخرى عن أفضل قبيلة بالعيون (مسقط رأسي)!!
وأظنَّ أن هذه الرسالة في جميع المناطق، من أجل نشر هذا المنكر.
فأقول:
هذا والله لا يُرضينا شرعًا ولا عُرفًا،
ولا ينشر مثل هذا إلا رجلان:
إمَّا جاهلٌ لا يعرف ما تؤول إليه هذه الرسائلُ،
وإما مغرضٌ خبيثٌ، يريد زعزعة الاستقرار، وإيقاظ الفتن، ونشر العداوة والبغضاء بين المسلمين.
?ولنعلم جميعًا أن المقصود من جعل الناس شعوبًا وقبائَل، ليس الترفع، ولا التعاظم، ولا التفاخر، إنما المقصودُ من ذلك، ما ذكره الله في كتابه بقوله تعالى: (وجعلناكُمْ شعوبًا وقبائلَ لتعارفوا)
ثم بَّين سبحانه للخلق، ميزانَ التفاضل الحق، بقوله:( إنَّ أكرمَكم عند الله أتقاكم)
?فلا عُدولَ عن هذا الميزان الحق، إلى ما أحدثه جهلاء الخلق!
?وأذكر نفسي والجميع بقوله تعالى: (واعتصمُوا بحبِل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا(
وبقوله تعالى: (فإذا نُفخ في الصور فلا أنسابَ بينهم يومئذ ولا يتساءلون(
وبقوله صلى الله عليه وسلم:( أربعٌ في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهنَّ:
الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت..)
وبقوله للصحابة عندما كادوا يتقاتلون: (أبِدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟)
وبقوله صلى الله عليه وسلم: 
(مَن بطأ به عمله، لم يُسرع به نسبُه)
?قال شيخنا العلامة صالح الفوزان _حفظه الله _ :(العبرة بالعمل لا بالنسب، ولو كنت من أشرف الناس -من قريش من بني هاشم أشرف بني آدم- لكنك لم توفق للعمل لم ينفعك النسب، فهذا أبو لهب في جهنم وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا بلال عبد حبشي وهو من سادات السابقين الأولين، فالعبرة بالعمل لا بالنسب، فمن اتكل على نسبه فإنه يقعد مع الخالفين، ومن عمل صالحاً صار مع المتقدمين، فالعبرة بالعمل لابالنسب)
?(المنحة الربانية/272)
?ولنعلم جميعاً أن أعداءنا كثيرون، يريدون تفريقنا وتمزيقنا بإحياء النعرات القبلية، والسنة الجاهلية،
فيفرحوا بتناحرنا، ويسعدوا بتشتتنا،
فكونوا عباد الله إخوانا، ولا تعينوا الشيطان وجنده على أنفسكم، وتنبهوا للمغرضين.
?فدعوها أيها المسلمون فإنها منتنة،
كما قال نبيكم.
كتبت هذه الرسالة على عجالة لتكون منبهة عن خطورة ماينشر 
فأسأل الله أن ينفعنا جميعا،ً ويكفينا شر الأشرار، وكيد الفجار، ويديم علينا الأمن موحدين، وعلى طاعته إخوة متحابين،
وصلى الله على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم. 
 وكتبه :
مبارك بن خليفة العساف.
عصر الجمعة
21/4/1435

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق