الثلاثاء، 19 مايو 2015

الركوع وبعض أحكامه.

الركوع وبعض أحكامه.
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلموا _ عباد الله_ أننا خُلقنا من أجل عبادة الله وحده لا شريك له،
فهي الغاية العظيمة من خلقنا؛
وإن من العبادات العظيمة الجليلة التي أمرنا بصرفها لله وحده لاشريك له:
(الركوع)
فالركوع عبادة جليلة، فيها ذل العبد لخالقه، وتعظيمه لربه سبحانه.
لذلك قال صلى الله عليه وسلم:
(وأما الركوع فعظموا فيه الرب)
قال العلامةُ ابن عثيمين:
(ليجتمع فيه التعظيم القولي والتعظيم الفعلي)
الشرح الممتع 87/3
صفة الركوع في الصلاة:
أخرج مسلمٌ في صحيحه من حديث أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق،
_رضي الله عنها وعن أبيها_
أنها قالت في وصف صلاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
(كان إذا ركع لم يشخصْ رأسه ولم يصوِّبه ولكن بين ذلك.)
لم يشخصه: لم يرفعه.
لم يصوبه: لم ينزله.
فكان رسولنا الكريم، يسوِّي ظهره في ركوعه.
ويضع المصلي كفيه على ركبتيه مفرجة الأصابع، كما جاءت بذلك السنة.
ولا يطبق يديه، بحيث يجعل باطن كفه بباطن كفه الآخر، ويجعلهما بين ركبتيه أو فخذيه،
فهذا كان مشروعًا في أول الأمر، ثم نُسِخَ بوضع اليدين على الركبتين مفرجتي الأصابع.
ويقول المصلي في ركوعه الذكر الواجب وهو: سبحان ربي العظيم. مرة واحدة.
وما زاد فهو سنة، وأدنى الكمال ثلاث.
ويستحب للمصلي أن يقول في ركوعه:
(سُبُّوح قدُّوس رب الملائكة والروح)
ويقول ايضا:
(سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)
وغيرها مما ورد وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن هل يجمع بينهما في الركوع؟
أم يقول هذه تارة وهذه تارة؟
قال العلامةُ ابن عثيمين
_رحمه الله_:
(هذا محل احتمال، وقد سبق القول أن الاستفتاحات الواردة لا تقال جميعا، إنما يقال بعضها أحيانًا وبعضها أحيانًا، وبيَّنَّا دليل ذلك،
لكن أذكار الركوع المعروفة تقال جميعا عند عامة العلماء.)
الشرح الممتع95/3
مسألة هل يشرع الدعاء في الركوع كما في السجود؟
قال بعض أهل العلم إنه يشرع الدعاء في الركوع مستدلِّين بقوله صلى الله عليه وسلم في الركوع: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)
فقالوا هذا دعاء، فعلى ذلك يشرع الدعاء في الركوع.
وقال آخرون: يشرع الدعاء الوارد فقط ولا يقال غيره؛
لأن الركوع مقام تعظيم وليس دعاء، لقوله صلى الله عليه وسلم:
( وأمَّا الركوع فعظموا فيه الرب)
والقول الثاني هو الأقرب والله أعلم،
وقد رجَّحه شيخُ الإسلام عبدالعزيز ابن باز _ رحمه الله تعالى _
تنبيهات مهمة:
١ - عند التكبير للركوع، فإن وقت نطقه يكون بين الركنين؛
فلا يكبر حال الوقوف ولا عند وصوله للركوع، بل يكون التكبير بين الوقوف وبين وصوله للركوع.
فعلى الأئمَّةِ أن يراعوا هذه المسألة، لأن تكبيرهم في حال الوقوف خصوصًا، يوقع المصلين في مسابقة الإمام!
والإمام ضامن، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٢ - الانحناء أثناء السلام.
سبق القولُ بأنَّ الركوعَ عبادةٌ وذلٌّ لله، مع التعظيم له سبحانه،
والركوع هو الانحناء، فلايجوز للمسلم أن ينحني لغير الله عز وجل لسببين
الأول: جاء عند الترمذي وحسنه العلامة الألباني وقال عنه العلامة ابن باز:
في سنده ضعف وله شواهد.
(أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يلقى أخاه هل ينحني له؟ فقال: لا.)
الثاني: أنَّ الانحناءَ نوعٌ من التعظيم، وهو من جنس الركوع الذي لا يصرف إلا لله سبحانه،
فلا يجوز الانحناء لأيِّ أحدٍ كائنًا مَن كان، لا في الجد، ولا في الهزل.
ولا يدخل في هذا الحكم النزولُ والانحناءُ من أجل تقبيل رأس والدٍ، أو قدير، أو سلام على قصير قامة، أو نحوه، فإنه لابأس به مالم يقصد التعظيم كما أفتى بذلك الإمام ابن باز  - رحمه اللهُ -
وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وكتبه:
مبارك بن خليفة العساف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق